قالت إذاعة "اوروبا 1" الفرنسية الأربعاء، أن مارك تريفيديك القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق في مقتل رهبان تيبحيرين، الذي زار الجزائر منذ أسبوع، لحضور فحص رفات الرهبان بأعالي المدية رفقة فريق من الخبراء "عاد فارغ اليدين " إلى باريس. وأكدت الإذاعة أنه وفقا لمعلومات حصلت عليها "الفريق الفرنسي عاد من الجزائر بأيدي فارغة، رغم أن القاضي تريفيديك المرفوق بقاضيين آخرين وخبراء، كان يأمل في العودة إلى فرنسا بعينات من الحمض النووي للجماجم الخاصة بالرهبان السبعة وحتى صور لكن دون جدوى". ووفق نفس المصدر، فإن القاضي الفرنسي ومرافقيه قضوا أسبوعا في الجزائر، من أجل استكمال التحقيقات في قضية رهبان تيبحيرين. وتنقل القاضي الفرنسي مارك ترفيديك يوم 14 أكتوبر، إلى دير سيدة الأطلس لتبحرين الواقعة بمرتفعات مدينة المدية أين حضر وتحت إشراف قاض جزائري عملية استخراج جماجم الرهبان السبعة، الذين اغتيلوا نهاية شهر ماي من سنة 1996 على يد عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة عقب شهرين من اختطافهم. وكان وزير العدل الطيب لوح قال في تصريحات صحفية بعد زيارة القاضي الفرنسي "إن التحقيق في ملف تيبحرين سيكون وفق احترام مبادئ السيادة الوطنية، كما أن تشريح جثت الرهبان السبعة سيقوم بها مختصون جزائريون تحت إشراف القاضي الجزائري" لافتا إلى أن القاضيان الفرنسيان لا يمكنهما سماع الشهود وإنما سيرتكز إعادة التحقيق على متابعة سير العملية. وكان القاضي الفرنسي قد طلب من السلطات الجزائرية السماح باستخراج جماجم الرهبان وتشريحها، وكذا استجواب عدد من قادة الجماعات الجهادية الموجودين في السجن حول هذه القضية، لكن السلطات رفضت في وقت أول هذه المطالب، ثم قبلت أن يقوم القاضي مارك تريفيديك بزيارة إلى الجزائر، وذلك بهدف وضع حد للمزايدات بشأن هذه القضية، التي طالما أثرت على العلاقات الثنائية. وجاءت موافقة الجزائر بعد الضوء الأخضر الذي أعطته باريس لإستقبال قاض جزائري متخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في زيارة العاصمة الفرنسية وإجراء سلسلة من اللقاءات مع شخصيات مطلوبة بالإسم، والتي لها علاقة بملف اغتيال الرهبان.