ألقت قوات الأمن الأردنية القبض على المنظر المؤثر المؤيد للقاعدة عصام البرقاوي الملقب بأبو محمد المقدسي، الاثنين، للاشتباه في تحريضه على الإرهاب عبر الانترنت. وقالت مصادر أمنية، أن الأوامر صدرت باحتجاز المقدسي 15 يوماً بعدما استدعته نيابة أمن الدولة للاستجواب واتهم مبدئياً باستخدام الإنترنت للترويج لآراء منظمات إرهابية جهادية والتحريض على اعتناقها. واعتبر هذا المفكر الذي علم نفسه بنفسه، مرشداً روحياً لزعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في هجوم شنته القوات الأمريكية عام 2006. ووصفت أكاديمية وست بوينت العسكرية الأمريكية المقدسي بأنه من أكثر المفكرين الإسلاميين الأحياء تأثيراً. وكان المقدسي - الذي يعد واحداً من أهم منظري التيار السلفي الجهادي - قد جاهر في الآونة الأخيرة بانتقاد تنظيم "الدولة الإسلامية" قائلاً: إن وسائله الوحشية المتمثلة في قطع الرؤوس تشوه سمعة الجهاد العالمي. ولكنه خفف انتقاده في غمرة الضربات التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد الجماعة في العراق وفي سوريا. وعلى الرغم من أن المقدسي لم يوجه انتقادات علنية للأردن ودول الخليج التي انضمت للتحالف الأمريكي ضد داعش، فقد وصف تلك الحملة بأنها حرب صليبية على الإسلام. وتحدث المقدسي في رسالة في الآونة الأخيرة، عن "عدم الشماتة بفصيل منهم أو الفرح بما يصيبه من نكبات وبما يطوله من عدوان الصليبيين الذين لا يفرح بقتل مسلم على أيديهم عاقل من المسلمين". وأفرج عن المقدسي من سجن في الأردن في جوان الماضي، بعدما قضى عقوبة بالسجن خمسة أعوام. ورأى بعض المسؤولين الأردنيين، أن السلطات التي تخشى من دخول التشدد إلى أراضي الأردن قد وافقت على الإفراج عنه كي يجاهر بانتقاد داعش. وسخر المقدسي من إعلان الدولة الإسلامية قيام الخلافة، قائلاً: إن ذلك ليس من شأنه إلا تعميق الاقتتال الدامي بين الجهاديين. وأضاف إن أفعال الدولة الإسلامية خروج عن صحيح الإسلام. ويأتي احتجاز المقدسي عقب موجة اعتقالات في الآونة الأخيرة في الأردن لعشرات من المتعاطفين مع داعش، أعربوا عن تأييدهم للجماعة على الإنترنت. وأحيل عدد من مؤيدي الدولة الإسلامية إلى المحاكمة، بتهم التحريض "والترويج لأنشطة التنظيمات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي". ويقول دبلوماسيون ومسؤولون، إنه في الشهرين الماضيين شددت أجهزة المخابرات الأردنية التدابير الأمنية حول المناطق الحكومية الحساسة وشددت مراقبة الأصوليين الإسلاميين. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، انضم مئات الأردنيين إلى الأعمال المسلحة التي يقوم بها المعارضون ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وتوجد مخاوف لدى السلطات من تنامي التأييد بين الأصوليين الإسلاميين الأردنيين لداعش، جراء التقدم الذي أحرزه التنظيم المتطرف في دولتين تحدان الأردن شرقاً وشمالاً.