وصل رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني، على رأس وفد يضم وزير الخارجية محمد الدايري ورئيس الاركان العامة للجيش اللواء عبدالرزاق الناظوري، إلى الرياض في زيارة يلتقي خلالها كبار المسؤولين السعوديين، بحسب ما اعلنت الحكومة الليبية. في وقت هزّ تفجيران انتحاريان بسيارتين مفخختين أمس، مدينة طبرق (شرق ليبيا) حيث مقر مجلس النواب، وقاعدة الأبرق الجوية القريبة من مدينتي البيضاء وشحات حيث مقر الحكومة المنبثقة عنه. وأسفر التفجيران عن سقوط ستة قتلى هم أربعة جنود والانتحاريَّيْن، إضافة الى 23 جريحاً، وسلطا الضوء على هشاشة الوضع الأمني في شرق ليبيا حيث يقود «الجيش الوطني» حملة ضد الميليشيات الإسلامية. وانفجرت السيارة المفخخة في طبرق، قرب مفترق «المعهد العالي للنفط» في منطقة سوق العجاج المكتظة، ما أسفر عن إصابة 21 من المارة بجروح متفاوتة استدعت نقلهم للعلاج في مستشفى المدينة حيث نقلت جثة الانتحاري المجهول الهوية. وألحق الانفجار أضراراً مادية كبيرة بالسيارات والأبنية المجاورة. وعلى الأثر، خرجت تظاهرة جابت أنحاء المدينة، ردد المشاركون فيها هتافات مناهضة للإسلاميين حمّلتهم مسؤولية «الإرهاب» في البلاد. في الوقت ذاته، انفجرت سيارة مفخخة أمام قاعدة الأبرق الجوية جنوب مدينة البيضاء، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى من الجنود، كما أبلغت «الحياة» مصادر في القاعدة الجوية الملاصقة للمطار المدني الذي يستخدمه سكان المنطقة الشرقية للسفر، نظراً إلى توقف الحركة في مطار بنغازي بسبب المعارك للسيطرة عليه. وأضافت المصادر في مطار الأبرق أن الانفجار وقع عندما اجتاز ضابط برتبة عقيد بوابة القاعدة فتبعه انتحاري بسيارة مفخخة وأقدم على تفجيرها، ما أدى الى مقتله فوراً. وخلف التفجير دماراً في سور القاعدة ومدخلها. وتحدثت تقارير عن إحباط محاولة تفجير ثالثة في البيضاء، والقبض على انتحاري يستقل سيارة مفخخه من طراز «بي أم دبليو»، تردد أنه من مدينة درنة القريبة والواقعة تحت سيطرة جماعة «أنصار الشريعة» الإرهابية. يأتي ذلك غداة تفجير مزدوج في مدينة شحات المجاورة تزامن مع اجتماع بين رئيس الحكومة عبدالله الثني ومبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، الأمر الذي اعتبرته الحكومة استهدافاً لمبادرة الحوار برعاية دولية. وقالت ل «الحياة» مصادر قريبة من البرلمان في طبرق، إن هذا النوع من الاعتداءات «يحمل رسالة سياسية مفادها أن العاصمة طرابلس آمنة ويمارس فيها المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) والحكومة الموازية المنبثقة عنه، عملهما على أكمل وجه، في حين أن طبرق وشحات تشهدان اضطرابات أمنية تعيق عمل المؤسسات الشرعية». في الوقت ذاته، يسعى المبعوث الدولي إلى إعادة صياغة مبادرته للحوار التي تعطلت بعد قرار المحكمة العليا في طرابلس إبطال مجلس النواب، الأمر الذي أعاد تعويم «المؤتمر» المحسوب على قوات «فجر ليبيا» الإسلامية. وقال ليون إثر لقاء في العاصمة الليبية مع محمد صوان رئيس «حزب العدالة والبناء» (الإخوان)، إن «الأممالمتحدة تحترم حكم المحكمة، لكنه لا ينهي المشكلة السياسية في ليبيا»، مشدداً على «أهمية توحيد الليبيين بعد هذا الحكم»، وذلك في إشارة إلى انقسامهم بين مؤيدين للبرلمان في طبرق ومناهضين له. ويتوجه ليون إلى الجزائر اليوم، لإجراء محادثات مع مسؤوليها، بحثاً عن سبل توسيع إطار الحوار بين الأطراف الليبية، فيما لا تخفي دول الجوار إحباطها من عرقلة «الميليشيات» المنتشرة في ليبيا، لمبادرات حل الأزمة.