يبدو أن تصاعد مقاومة حركة طالبان وعودة تنظيم القاعدة وعدم الاستقرار في باكستان المجاورة، قد أثار الذعر في قلوب الجنود الأمريكيين في أفغانستان خاصة بعد العمليات النوعية لمقاتلي الحركة في الفترة الأخيرة وهو الأمر الذي جعل الولاياتالمتحدة تهرول إلى حلفائها في حلف شمال الأطلنطي "الناتو" مستنجدة بهم في محاولة لإقناعهم بزيادة عدد قواتهم خاصة في جنوبأفغانستان والذي يشهد معارك ضارية بين مقاتلي حركة طالبان والقوات الأمريكية. وتحاول الولاياتالمتحدة التي تنشر 160 ألف جندي في العراق و28 ألفا في أفغانستان،منذ عدة أشهر، إقناع الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف ب "تقاسم عبء" الحرب في أفغانستان من خلال إرسال تعزيزات الى جنوب البلاد. وكانت واشنطن قد قررت بداية هذا العام إرسال حوالي ثلاثة آلاف من عناصر المارينز إلى أفغانستان في شهر أبريل القادم وهو ما يعكس خوف الإدارة الأمريكية من تعاظم قوة طالبان . ومن المتوقع إرسال الجنود لمدة 7 شهور للانضمام الى نحو 26 ألف جندي أميركي في أفغانستان ضمن ما يزيد على 40 ألف جندي من الناتو. ويبدو ان "درس الربيع الماضي" الذي لقنه مقاتلو طالبان لقوات الاحتلال الأمريكي، أجبر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على إعداد تعزيزات لإرسالها في غضون أسابيع، متخوفة في الوقت نفسه من أن تقود هذه التعزيزات إلى "تكاسل" أطراف التحالف الدولي الأخرى، ولاسيما مع استمرار الفشل في إقناع حلف الأطلسي بالمشاركة في إرسال هذه التعزيزات. ويعتبر عام 2007 المنقضي، الأكثر دموية على قوات الاحتلال في أفغانستان منذ الإطاحة بطالبان نهاية 2001، حيث شهد هذا العام تصعيدا لهجمات حركة طالبان خاصة في أقاليم الجنوب مثل معقلها السابق قندهار وهلمند، وكان آخر هجوم قوي لطالبان في قندهار الأسبوع الأخير في شهر ديسمبر الماضي وقتل فيه 16 من الشرطة الأفغانية ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وعناصر طالبان الأفغان والباكستانيين أعادوا بناء صفوفهم في مناطق القبائل في شمال غرب البلاد لشن هجمات في الطرف الآخر من الحدود في أفغانستان. المصدر: القناة