من المنتظر أن يعالج مجلس قضاء الجزائر الأيام القليلة المقبلة قضية تبديد 5 ملايير سنتيم من الهلال الأحمر الجزائري متابع فيها الرئيس السابق لهذه الهيئة (ب.م) والمتابع بجنحة تبديد أموال عمومية واستعمالها لأغراض شخصية، حيث أدانته محكمة سيدي امحمد سابقا ب 5 سنوات سجنا نافذا. وتعود حيثيات القضية لشهر جوان 2005 حيث أودعت وزارة التضامن شكوى ضد المتهم، ليفتح تحقيق بالقضية خلصت فيه الخبرة لتبديد أموال متعلقة أساسا بإطعام وإسكان المدير السابق، مع وجود تذاكر جوية لهذا الأخير تحصل عليها رفقة زوجته في رحلات إلى الخارج وكذلك تأجير شقتين تابعتين للهلال الأحمر، كما تم التطرق لقضية إنجاز ميدالية ذهبية بغرض إهدائها، إضافة لتقديمه منحة التمثيل أثناء المؤتمر السادس للأفارقة، وتأجيره لطاولة بمطعم "باريستيان" طيلة العام، كما توصلت الخبرة إلى أن المدير السابق كان يسدد منحا للعمال دون تبرير، وأنه أبرم صفقات مع شركات النقل، وكان يسافر إلى الخارج على حساب أموال الهلال الأحمر الجزائري ويأخذ تعويضا عن ذلك. وإن أنكر المتهم في تصريحاته السابقة قيامه بالتبديد، طالب الطرف المدني باسترجاع المبلغ المختلس مع دفع تعويض مقداره مليار سنتيم عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسة، لأن المدير أثناء فترة ترأسه للهيئة الممتدة من سنة 2003 إلى 2004 قام بعدة تلاعبات، أما دفاع المدير فقد ركز في مرافعته بمحكمة سيدي امحمد سابقا على اعتبار القضية تصفية حسابات، إذ أن موكله حسبه كان من المساندين لأحد المتشرحين للرئاسيات في حملته الانتخابية، وأظهر وثيقة قال المحامي بشأنها: "إنها مكتوبة بيد وزير في الحكومة هو من دبر هذه المكيدة للمدير السابق، وأنا أملك اثباتات لما أقول وأنا مسؤول عن ذلك".