عاش التلميذ "صهيب قهواجي" (14 سنة)، الثلاثاء، أوقاتا صعبة، بعدما تعرّض إلى كسر في المرفق، فبدل أن يستفيد من رعاية ومتابعة إدارة المتوسطة التي يدرس فيها، وجد "صهيب" نفسه وحيدا يتخبط بين المؤسسات الصحية، في حلقة متجددة من مسلسل اللامبالاة الذي ينهش قطاع "بن غبريط". بكثير من التأثر، روى "محمد قهواجي" والد "صهيب" تفاصيل الكابوس الذي عايشه على مدار ساعات، وفي تصريحات ل"الشروق أون لاين، أورد المعني إنّ نجله تعرّض إلى إصابة في المرفق أثناء حصة للتربية البدنية، وسقط في متوسطة "عبد الرحمان حموش" على مستوى ضاحية مفتاح (27 كلم جنوبي العاصمة). بيد إنّ القائمين على المتوسطة المذكورة لم يكلّفوا أنفسهم عناء التكفل بالتلميذ المصاب (..)، واكتفوا باتصال يتيم مع فرقة الحماية المدنية لمدينة مفتاح، التي لم تتنقل رغم إبلاغها، بداعي انشغالها (...)، فقامت المراقبة على الفور بمنح "صهيب" وصل الخروج، مع أنّ الإجراء "غير قانوني"، ويُفترض متابعة أي تلميذ يُصاب أولا بأول. ويضيف "محمد قهواجي" إنّ فلذة كبده اضطر للتنقل منفردا إلى مستوصف مجاور، لكنّه لم ينل حق العلاج، لأنّ الطبيبة المناوبة رفضت مداواته، وتحجّجت بكونه "قاصرا" ويتعين عليه جلب مسؤول من المتوسطة (...). فكان لزاما على الوالد "محمد قهواجي" إلغاء كافة التزاماته المهنية، واصطحاب نجله إلى مستشفى مفتاح، هناك جرى إجراء فحص بالأشعة للمعني، واتضح أنّه يعاني من كسر على مستوى المرفق، وتبعا افتقاد تلك المصحّة إلى الإمكانيات اللازمة، جرى إرسال "صهيب" إلى مستشفى بلفور بضاحية الحراش، وهناك سهر الطاقم الطبي على راحة "صهيب" وجرى وضع جبس، في انتظار تعافيه. وتساءل "محمد قهواجي" بغضب عن وضع نجله، وتعاطي إدارة المتوسطة لما سماه "إهمالا ولا مبالاة" كادت تترتّب عليها تداعيات خطيرة، في وقت تشدد "نورية بن غبريط" المسؤولة الأولى عن القطاع، على الارتقاء بحال المنظومة التربوية.