يزور أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الجزائر الشهر المقبل، ليس لإجراء محادثات سياسية وإنما لصيد طائر الحبار بولايتي الأغواط والبيض. وأفاد تقرير إخباري نشرته صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، أن مرافقي أمير قطر وصلوا الجزائر عبر مطار هواري بومدين (مطار الجزائر الدولي) ومطار حاسي الرمل بولاية الأغواط، وتوجهوا نحو ثلاثة مناطق مخصصة للصيد تمتد من ولاية بشار إلى ولاية الأغواط، مشيرة إلى انتشار القوات الأمنية بهذه المناطق. ونقل التقرير عن شهود عيان قولهم إن طائرة خاصة حطت بمطار حاسي الرمل أفرغت تحت مراقبة شديدة، كمية كبيرة وسائل التخييم الفارهة بينها سيارتا دفع رباعي. وأضاف أن أمراء من السعودية ومسؤولين كويتيين وإماراتيين من المتوقع أن يزوروا الجزائر الشهر المقبل لنفس الغرض. وأكد التقرير أن أمراء الخليج أصبحوا يفضلون الصيد بالجزائر منذ أصبحت مواقعهم المفضلة في تونس وليبيا ومالي وموريتانيا خطيرة جدا بفعل تدهور الوضع الأمني. ومعلوم أن أمراء الخليج يقومون بزيارات منتظمة إلى مناطق محددة في الجزائر والمعروفة بانتشار طائر الحبار مثل ولاية البيض لاصطياده. وتعتبر منطقة صحراء البنود، جنوب ولاية البيض فضاء مخصصا للأمراء القطريين لممارسة هواية صيد الحبار. وتصاحب الزيارات الأميرية في الغالب إجراءات أمنية مشددة، يسهر عليها الأمن الرئاسي الجزائريوالقطري. ويوجد جنوب غرب البيض مركز إماراتي لتكاثر طائر الحبار، يرعاه مختصون بريطانيون كانوا قبل أشهر قد أشرفوا برفقة مدير الغابات في الجزائر على إطلاق دفعة من طائر الحبار بعد عمليات التكاثر بمركز الأبيض سيد الشيخ. وكان المختص في قضايا الوطني العربي، حسني عبيدي، قد نشر لائحة دولية، "لإنقاذ طائر الحبار من الانقراض" في دول المغربي العربي، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا وموريتانيا. ويرى صاحب المبادرة التي لاقت منذ الساعات الأولى من نشرها عشرات التوقيعات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من دول المغرب الكبير وكذا أوروبا، أن هذا الطائر معرض للانقراض بفعل الصيد العشوائي. وإن لم تشر اللائحة لا من قريب ولا من بعيد لأمراء الخليج الذين يمشطون صحراء وسهوب دول المغرب من هذا الطائر "الجميل والسريع"، فإن ردود النشطاء من الذين بدأوا في توقيع هذه اللائحة الدولية خاصة من تونس، المغرب والجزائر يشيرون صراحة لأمراء الخليج المترددين على دول المنطقة سواء "كمستثمرين" لتكاثر هذا الطائر أو كصيادين. وأحصت الدراسات 32 نوعاً من طائر الحبارى في العالم، يوجد 23 منها في إفريقيا وخاصة الشمالية، وأشهرها الحبارى العربية ذات اللون الشاحب والحبارى الآسيوية المائلة للصفرة، والحبارى الإفريقية المائلة للسواد. وتتغذى الحبارى على ما تجده في البيئة حولها، كالأنواع المختلفة من النباتات (البذور والثمار الجافة والأوراق النباتية) وتتغذى أيضا على اللافقاريات كالجراد والعقارب، الأمر الذي يجعل وجودها مهما في التوازن البيئي. ويقبل العديد من هواة الصيد وخصوصا الخليجيين على صيد هذا الطائر، لاعتبارات عدة أهمها كونه رمزا من رموز صحارى الجزيرة العربية وهو الطريدة الأولى والتراثية للصقارين، لكونه يشكل التحدي الكبير لهم ولصقورهم واصطياده يعطيهم الإحساس بالفخر والنصر.