إستفاق بطالوا بلديتي الأبيض سيدي الشيخ و البنود من غيبوبة البطالة التي أقلقت مضاجعهم طوال السنوات الفارطة بعدما وطئت أقدام المستثمرين الخليجيين عاصمة أولاد سيد الشيخ وعيونهم على بيض الطائر الذي أسال لعاب أمراء الخليج وأطلق العنان لشباب المنطقة في الحلم بالثراء السريع. .. فيوم السعد والميمون حل على الزاولية كما يقولون.... عندما وضع أحد المستثمرين حجر الأساس لبناء مركز رعاية وتكاثر طائر الحبار لما سيدره عليهم من أموال ويغير من أحوال ... فبعدما كان لايدخل جيب أكثرهم 50 دج في كذا يوم أصبح يجني بعض المتعاونين في جمع بيض وفراخ الحبار مالايقل عن 6000 دج يوميا مقابل إحضار فراخ طائر الحبار أو بيضه فيكفي لمن إكتشف عش أو بيض طائر الحبار أن يسارع إلى المقر المؤقت لمركز رعاية الحبار الذي أقامه المستثمر الامارتي بمنطقة دير سيدي الشيخ الواقعة على بعد حوالي 04 كيلومترات عن المدينة من تحصيل مبلغ 1500 دج عن البيضة الواحدة بدون أتعاب ولمن أحضر فرخ صغير لطائر الحبار من الفوز بمبلغ 2000 دج أما الذي يسخر سيارته لمثل هذه المهمة فإن رصيده سيتضاعف إذ خصص المستثمر الامارتي مبلغ 3500 دج ثمن لكراء سيارة رباعية الدفع ليوم واحد فقط ومبلغ 500 دج للسائق بدون إحتساب تكاليف الوقود فمستحقات الوقود تعوض بمجرد تقديم وصل إثبات على المبلغ المستهلك. فلم يعد شباب المنطقة البطال يحلم كنضيره بولايات الساحل بالحرقة ودخول عالم مغامرات أمواج البحر لتحصيل الدوفيز وإنما بدأ من إلتقيناهم من شباب المنطقة التفكير في كراء السيارات و شد الرحال تجاه صحراء واد الناموس أو العرق وقضاء أيام ولبالي لاقتفاء أثار الطائر اللغز الذي كان يمر عليه في يوم من الأيام ولا يفكر في أحسن الأحوال إلا في تزيين مائدة طعامه بلحمه الشهي ولم يكن يدري بأن مفعول مستخلص كبده يفوق عشرات المرات مفعول الحبة الزرقاء. سفينة الصحراء في يوم مع "حراقة الحبار" على بعد 60 كيلومتر عن واد الناموس الذي يبعد بدوره عن مقر بلدية الأبيض سيدي الشيخ ب200 كلم يتحدث العارفون بخبايا الحياة البرية في الصحراء عن مغامراتهم مع الطائر الذي أسال لعاب أمراء الخليج والذي كان خلال السنوات الفارطة من الطيور المستهدفة للصيد قبل صدور المرسوم :06/05 المؤرخ في :15 جويلية 2007 المتعلق بحماية الحيوانات والطيور المعرضة للانقراض والذي أوقفت بموجبه مصالح الدرك في غضون الأشهر الفارطة رعيتين من جنسية كويتية و07 مواطنيين من ولاية الاغواط في حادثتين منفصلتين تم ضبطهم متلبسين بتهمة الصيد غيرالشرعي لطيور الحبار والغزال في صحراء بلدية بريزينة .أما وقد أعطت السلطات الجزائرية الضوء الأخضر لبناء مركز لرعاية وتكاثر طائر الحبار لفائدة المستثمر الإماراتي فأصبح التنافس في جمع البيض والفراخ الصغيرة يشبه رحلة سباق رالي الصحراء. لقد دفعني فضولي الصحفي دخول مغامرة مرافقة مترصدي بيض وفراخ الطائر الخجول الوسيم الذي ملأ الحديث عنه جلسات الشاي عند شباب المنطقة لما أصبح يحققه من أرباح سريعة جعلت! العديد منهم يغير نشاطه ويشد رحاله بحثاُ عن دليل صحراء ينقله إلى حيث يتواجد بيض حبار الصحراء فكان علي أن أعرض الأمر على واحد من أعرف الناس في المنطقة بعالم الحبار وأماكن تواجده إلا أن المراد لم يكن بالسهولة التي توقعتها ..... فبعد مفاوضات مارطونية سمح لي ( ب. الشيخ) 34 سنة محترف بترصد طائر الحبار بمرافقته بعدما أقنعته وبصعوبة بأن مهمتي لاتتعدى البحث عن المعلومة لإغراض صحفية بحتة في رحلة البحث عن الميمون كما يحلو للكثيرين من شباب المنطقة تسميتها وكان من الشروط التي الزمني بها هي عدم الكشف عن إسم المكان الذي نقصده أو الإشارة إلى معالمه وهو ماحرمنا من إلتقاط صور في المكان الذي وجد فيه صغار طائر الحبار والسبب الرئيسي في ذلك كما يقول مرافقنا هو الاحتفاظ بسر المهنة وعدم تعريض الخبزة للمنافسة غير الشريفة كما حدث له في فترات سابقة .... وعندما بدأت الرحلة راح الشيخ يقص علينا كيف ضيع أرباحا كبيرة في سنة 2005 نتيجة كشفه عن مكان تواجد الترفاس بمنطقة قريبة من تاغيت حيث تمكن أحد منافسيه بعد اكتشاف المنطقة من شراء سيارة من نوع 505 مغطاة بفضل الأرباح الطائلة التي جناها من الترفاس بدأنا رحلة شاقة وسط زوابع رملية دامت لأكثر من 03 ساعات ونصف يخيل إليك أنك سوف ل ن تعرف طريق للعودة بعدما وصلنا بعدها إلى منطقة شبه صخرية يصعب على المبتدئين فك طلاسمها وكشف تضاريسها إلا أنها البيئة المناسبة لعيش طائر الحبار الإفريقي فحسب مصادر موثوقة فإن هذا النوع من الحبار وكما أكده مرافقنا أثناء الرحلة يتميز بوجود خصلة من الريش الأبيض في قمة رأسه . ويكون لون الجزء الخلفي من الرقبة والظهر وأعلى الذيل رماديا رمليا, أما الوجه ومقدمة الرقبة والصدر فهي بيضاء اللون. وتاج الذكر طويل ووسطه ابيض ونهايته الطرفية سوداء والريش المغطى للجناح أسود مع جود خط ابيض في قاعدة الريشة. الذيل طويل تظهر فيه خطوط واضحة ذات لون أسود مائل إلى الزرقة. وتفضل طيور الحبارى الجري على الطيران, ويمكنها أن تعدو بسرعة تصل إلى 40 كم في الساعة. وهي تختف من أعدائها بين الأعشاب والشجيرات الصحراوية الصغيرة والأحجار حيث يساعدها في ذلك التقارب بين لون ريشها الطبيعة الصحراوية المحيطة بها حتى انه يستحيل على القناصين ملاحظتها حتى وان كانت على بعد أمتار قليلة منهم. فإذا تكرر تعرض الحبارى للخطر فإنها تطير على ارتفاعات منخفضة وبسرعة تصل إلى 65 كيلو متر في الساعة وتضع الإناث البالغة في المتوسط 3 بيضات وتحضنها مدة 28-30 يوما. وتقوم برعاية الأفراخ بمفردها دون معاون الذكر لمدة 8 أسابيع تقريبا حتى ينبت ريشها وتقوم الحبارى ببناء أعشاشها على مسافات تتراوح من 5 إلى 10 كيلو مترات بين العش والآخر فإذا ما كانت المناطق غنية فإنها تبني أعشاشها متقاربة لوفرة الغذاء. صرخة تساوي 6000 دج !! إستوقف مرافقنا سيارته رباعية الدفع وطلب مني متابعته في الحمادة الشاسعة ....... .وبعد قضاء مايقارب 15 دقيقة سيراُ على الأقدام بدأ مرافقي يصرخ بأعلى صوته ....وجدته وجدته .... ؟ فاقتربت منه عن ماذا تتحدث.. ماذا وجدت ؟.... فأجابني والفرحة تغمره أنظر هناك ...ثلاثة ثلاثة فرا كيس حبار .... الحمد لله ( صورت) خبزتي اليوم.... ثم طلب مني العودة مسرعاُ دون تضييع الوقت إلى حيث يقيم ممثل المستثمر الامارتي ليقبض ثمن فراخ الحبار ثم راح يضع فراخ الحبار داخل قفة ملفوفة بقماش ناعم كان قد أحضره معه وعندما سألته عن السبب ... أوضح لي بأن الحبار طائر خجول ومدلل وحساس ويحتاج إلى رفق كبير أثناء نقله فهو عرضة إلى الموت بسرعة الشكارة الامارتية .. التسليم نقداُ وفورا! وفي أثناء رحلة العودة المسرعة إلى حيث أقام المستثمر الامارتي المقر المؤقت لمركز تربية طائر الحبار تجاذبت مع مرافقي أطراف الحديث عن الأموال التي تدرها عمليات جمع بيض وفراخ طائر الحبار فراح يخبرني عن عائلة يعرفها تحسنت أحوالها المادية بعدما إمتهن 03 أفراد منها حرفة البحث وجمع بيض أو فراخ طائر الحبار و عن جاره الذي قام بكراء سيارتين رباعية الدفع تمكن خلال 20 يوم فقط من تجميع مبلغ 15 مليون وهي نفس المعلومات التي تمكنت الشروق اليومي من إستيقائها من مصادر أخرى حيث أكد بعض المولعين من شباب المنطقة بتقفي أثار الملايين التي بدأ ت " ليلة القدر الامارتية تدرها عليهم " من رفض المشرف الانجليزي على المركز إستلام مجموعة من بيض الحبار على خلفية أنه يطلب ممن عثر على البيض أن يعود إلى المركز ليقوم الفريق المشرف على العملية والمتكونة من خبراء من جنسية إنجليزية بالتنقل إلى عين المكان ونقل البيض وسط حاضنات مكيفة تضمن درجة حرارة ملائمة لحضانة البيض والتي تقدر ب 37 درجة ثم يوضع داخل مجمع ملحق بمخبر لرعايته ومتابعته في حين أن عدد كبير! ممن أحضروا الفراخ وصلت ميتة. أما من تمكن من إيصالها حية فإنه يتسلم مباشرة ونقداُ مبلغ 2000 دج عن كل فرخة وحسب بعض المتابعين لعمليات الجمع فإن أحد القادمين من منطقة تاغيت بولاية بشار أحضر في يوم واحد مايقارب 39 فرخ من طائر الحبار في حين تمر بعض الأيام بدون أن يدخل المقر المؤقت للمركز فرخ أو بيضة واحدة وهو ما جعل الكمية المحصل عليها بعد انقضاء الشهر الأول من بدء العملية دون مستوى التقديرات حيث لم تتعدى 150 فرخ . هستيريا في بورصة الأسعار تحدث عدد من شباب المنطقة للشروق اليومي عن القفزة النوعية والدينامكية التي أحدثها إنشاء مثل هذا المركز في المنطقة والذي جلب الخبزة إلى الكثير من البطالين حيث يوظف المركز في الوقت الحالي مايقارب عن 11 شاب في إنتظار إستكمال بناءه إذ من المقرر أن يشغل 50 منصب دائم إلا أن الكثير منهم لم تعجبه الأسعار المخصصة للبيض والفراخ على حد سواء حيث يبررون ذلك بمقارنة تكلفة البيضة وتكلفة عملية إحضارها فكيف يعقل أن تكلف عملية إحضار البيضة ما يقارب 6000 دج ( ثمن كراء السيارة 3500 دج + 500! دج للسائق + حوالي 2000 دج للوقود) فضلا عن الاعطاب التي قد تصيب السيار ة في حين أن ثمن البيضة الواحدة يساوي 1500 دج فقط مما دفع بالكثير منهم إلى المطالبة بدفع مبلغ 10 ألاف دينار ثمن فراخين أحضرهما وهدد بقتلهما في حالة إذا لم يلبى طلبه كما أن الإشاعات بدأت تفعل فعلتها بمقارنة المبالغ التي تسلم بمنطقة أولاد سيدي الشيخ بمناطق أخرى حتى من خارج الوطن والتي تفوق بكثير المبالغ التي تم تخصيصها لعملية الجمع ومبرر هولا ء الشباب هو الصعوبات التي يلاقونها في مناطق العرق الكبير والمخاطر الناجمة عن العواصف الرملية والتي تتسبب قي كثير من الأحيان في ضياع معالم الطريق ناهيك عن الاعطاب التي قد تصيب المركبات فيكفي حسب أحدهم أن يضيع لك إطار إحدى العجلات حتى تجد نفسك خسرت ما قمت بجمعه من مال خلال أسبوع كامل إنجاز مشروع مركز رعاية وتكاثر بيض طائر الحبار دون اصطياده مشروع قديم شاركت في صياغة وإتمام أرضيته عدة جهات بما في ذلك جمعية و فدرالية الصيادين بولاية البيض وكذا منتخبي البلديات المعنية وعدد من ! فعاليات المجتمع المدني فحسب البطاقة التقنية للمركز فإن المشروع سينجز بالإمكانيات الخاصة للمستثمر الإماراتي على مساحة تقدرب:400 هكتار , و هو يشبه في أهداف إنشاءه إلى حد كبير مركز رعاية وتكاثر الغزال الموجود بمنطقة ذراع النقد الواقعة على تراب بلدية بريزينة إذ سيوفرمالايقل عن 50 منصب عمل دائم وتبلغ تكلفته المالية حوالي ثلاثة ملايين دولار بالإضافة كما أنه مهيأ ليكون فرصة لطلاب الجامعات والباحثين لإجراء الدراسات و إعداد البحوث لتطوير تربية طائر الحبار كما هو الشأن ُ في المركز الوطني لبحوث الطيور بدولة الإمارات والذي فتح أبوابه أمام البحوث العلمية منذ سنة 1993 ليتمكن بعد جهود مضنية من إنتاج 600 فرخ من الحبار الأسيوي بعدما كانت بداية إنتاجه في سنة 2002 لا تتعدى 23 فرخا. من جهة أخرى أكد مصدر مقرب من مصالح مفتشيه الغابات بأن الأرض المخصصة لبناء مركز تكاثر وحماية طائر الحبار يتم كرائها بمقاييس قانونية من طرف مديرية أملاك الدولة، مكذبا بصفة قطعية ما أشيع في الآونة الأخيرة بأن الأمر يتعلق بمساحة قدرها 40 ألف هكتار يتم التنازل عنها بالبيع لفائدة مستثمرين خليجيين وفي انتظار ت! جسيد مشروع تكاثر وحماية طائر الحبار الذي حددت مدة إنجازه بسنتين أوكلت مهمة إنجازه إلى واحدة من أكفئ المؤسسات بالجهة ويتعلق الأمر بمقاولة ( (ENIT الحوض بالبيض من حبار أصحاب العقال إلى دراسات الواستارن وغير بعيد عن مركز دير سيدي الشيخ لتربية بيض طائر الحبار وبالضبط في صحراء بلدية بريزينة المحاذية لحمادات بلدية الأبيض سيدي الشيخ أنهى الفريق العلمي للمنظمة الدولية لصحاري العالم تحرياته الميدانية حول حياة الحيوانات البرية والمتوحشة المنتشرة عبر صحراء ولاية البيض حيث كشف الفريق العلمي المكون من 03 باحثين ( إنجليزي - بلجيكي وفرنسي ) عن شديد أسفهم للإهمال الكبير الذي تتعرض له الثروة الحيوانية الكبيرة التي تزخر بها المنطقة والتي يأتي في مقدمتها الغزال بنوعيه (لروي والسبتي) إذ لم يعد يكفي حسب تقديراتهم الاكتفاء بمحطة ذراع النقد الواقعة في تراب بلدية بريزينة والمخصصة لحماية وتكاثر الغزال وهي المحطة التي بذلت الوكالة المحلية لحفظ الطبيعة ANN مجهودات كبيرة في إنجازها منذ سنة 2001 من خلال إختيار المكان المناسب مناخياُ ( ال! مناخ الشبه صحراوي) ولغنى المنطقة بالأعشاب التي يتغذى عليها الغزال (السدر,الرمث,النبق,والعجرم ) للتذكير قام فريق الباحثين بزيارات ميدانية امتدت على مدى أسبوع كامل خلال الشهر الفارط لاماكن يجهلها الكثير من أبناء المنطقة أنفسهم عبر مناطق العرق الكبير والواد الغربي وواد صقر واد الكبش واد الناموس بمرافقة أرمادة أمنية وتأطير من مديرية الغابات بناء على الاتفاقية المبرمة مع المديرية العامة للغابات والقاضية بالقيام بأبحاث وإحصاء الحيوانات والنباتات عبر صحاري العالم والتي تم إختيار صحراء ولاية البيض بعد دراسات سابقة لها بالأقمار الصناعية سمحت له بمفاجئة شيوخ المنطقة بصور لحيوانات نادرة تعيش في مناطق معزولة في صحراء البيض يكون قد ألتقطها بواسطة كاميرات رقمية لاتوجد إلا في أمريكا( حسب تصريح مصدر موثوق) وهي التقنية التي إستعملها الباحثون الثلاث في الفترات الليلية من خلال نصب كاميرات أرضية من شأنها تصوير كل حشرة أو حيوان يزغد في حين يباشر ذات الفريق عمله في الفترات الصباحية بطرق تقنية يدوية. روبورتاج / مهداوي نور الدين