دق عدد من المهتمين بالعلاج النفسي والعقلي بولاية المدية أجراس الخطر إزاء ما اعتبروه لغزا محيرا وخطرا داهما بات يطرق أبواب "اللمدانيين" في السنوات الأخيرة، بعد اعتلاء ولايتهم لهرم الولايات التي تضم أكبر عدد من مرضى "داء التوحد"، واعتبر هؤلاء الوضع مقلقا ويدعو إلى فتح تحقيق علمي وتقني دقيق، يكشف الأسباب ويميط اللثام عن سر هذا التفشي القياسي لمرض كان الجزائريون ومنهم سكان ولاية المدية يعتبرونه من الأمراض النادرة التي يكاد عدد المصابين بها لا يتجاوز العشرات. وما زاد من قلق أولياء المصابين ومعهم الرأي العام المحلي تباين آراء المختصين حول الدوافع الحقيقية للإصابة بهذا الداء، بين كونها وراثية أو نفسية أو مادية ذات علاقة بالبيئة وتلوثها، وتعمق هذا القلق في ظل ما يعرفه الوضع البيئي بولاية المدية من تراجع وارتفاع نسب التلوث بها . ولعل تأخر تأهيل عمليات التخلص من النفايات المنزلية بطريقة الحرق في مفارغ عمومية فوضوية تطل على مدن كبرى أو تشغل مساحات قريبة منها، وتقع في مسار التيارات الهوائية الناقلة لأدخنة وأثار عمليات الحرق هذه، قد بات يطرح علامات استفهام كبيرة، خصوصا وأن الخبراء سبق لهم وأن دقوا أجراس الخطر حول كارثية الأدخنة المنبعثة بفعل حرق النفايات التي تضم نفايات صلبة تتسبب بقوة تفوق قوة النفايات الكيميائية عشرات المرات في الإصابة الواسعة بعديد الأوبئة المستعصية التي يقف السرطان والربو على رأس قائمتها. ويتخوف الرأي العام المحلي أن تكون لآثار حرق هذه النفايات ذات الصلة والعلاقة في توتير الشفرات الوراثية لأجنة النساء الحوامل وتنتهي إلى إصابة المواليد الجدد بمرض التوحد، الأمر الذي بات يحتم الشروع الفوري من قبل الجهات الوصية في تحقيق "صحي بيئي" يكشف اللبس ويطرح الحلول ويريح أولياء المصابين بعديد الأمراض التي بات الوضع البيئي فيها محل اتهام.