أصبح مشكل الرمي العشوائي للنفايات الصناعية، هاجس العديد من بلديات العاصمة، حيث أعرب مواطنو بعض المناطق التي قامت «السياسي» بزيارتها، عن استيائهم الشديد جراء الوضع الذي آلت إليه أحياؤهم، والتي تسببت بشكل مباشر في تشويه الوجه الحضري لها، دون الحديث عن المشاكل الصحية الناجمة عن مخلفات البناء الصلبة والمعدنية، التي يصعب احتواؤها في ظل تفاقم الوضع ومحدودية الإمكانيات. بلدية بني مسوس، السحاولة، بئر توتة، خرايسية وغيرها، من البلديات التي أضحت شبه مفارغ عمومية، حيث بمجرد دخولك إليها، حتى تقع أعينك على كارثة طبيعية سببها النفايات الصلبة، التي ترمي بها مختلف المؤسسات والأشخاص في أماكن غير مرخصة، في ظل غياب هيئات رقابية يمكن لها أن تضمن التخلص منها وفق المقاييس الواجب اتباعها، لتجنب أضرارها على المحيط. وقد عبر السكان عن استيائهم الشديد جراء التلوث الذي لحق بأحيائهم، ويتعلق الأمر خصوصا ببقايا هياكل السيارات المستعملة، بالإضافة إلى النفايات المنزلية الصلبة والمعدنية، التي تعمد بعض الأطراف إلى التخلص منها عشوائيا، وتركها عبر مداخل الأحياء غير مهتمين بالمخاطر التي تنجم عنها، سواء كانت هذه النفايات صلبة أو سائلة، قابلة للاشتعال أم سامة، المهم بالنسبة للذين يُقدمون على هذا الفعل هو التخلص منها وبأي طريقة ودون تكاليف إضافية، وهو ما أثار تخوف السكان، مما قد يشكل خطر التسمم للأطفال الذين قد يتعرضون له أثناء اللعب بالحي، بالإضافة إلى الأخطار البيئية التي تهدد سكان الأحياء المجاورة، ناهيك عما ينبعث منها من روائح كريهة، أو أدخنة حين يعمد أصحابها أو غيرهم إلى حرقها للتخلص منها. وفي رده على أسئلة «السياسي» يرى سليمان هوادف رئيس بلدية بني مسوس، أن القضاء على مشكل النفايات، هي مسؤولية جماعية ينبغي تكثيف التوعية والإرشاد للمواطن بشأن خطورتها، وأرجع السبب إلى السلوكات اللاحضارية لبعض المواطنين، مؤكدا أن مصالح النظافة التابعة للبلدية تقوم بتنظيف وسط المدينة والسهر على رفع النفايات في وقتها، وأكد أن هذه العملية الخاصة بجمع النفايات الصلبة، تتطلب مساعدة من قبل سكان الحي، من خلال احترام مواقيت إخراج النفايات بعد جمعها في أكياس مغلقة، ووضعها داخل هذه الحاويات في الوقت المحدد، والاتصال بالشرطة في حال ما كانت هناك عملية تفريغ للنفايات الصلبة بالمنطقة، بصفة عشوائية، ودون تنظيم من طرف السلطات المحلية أو المؤسسات المعنية على غرار مؤسسة «أسروت». ومن جهته، تأسف نذير حمدين رئيس بلدية السحاولة، للوضع الكارثي الذي آلت إليه ولاية الجزائر خاصة، والتي لا توجد بها مفرغة للنفايات الصلبة، ويرى نذير حمدين بأن رفع النفايات الصناعية، خارجة عن صلاحيات البلدية، كما اعتبر عملية جمع النفايات ليست بالمهمة السهلة، في ظل محدودية الوسائل المادية والبشرية للبلدية، حيث أن هدا المشكل تولد خاصة بعد غلق مفرغة واد السمار حسبه، مؤكدا أن جهات مجهولة تبحث عن أي مكان شاغر وتقوم بعملية التفريغ قصد التخلص من النفايات فقط، وأكد أن البلدية مند شهرين قامت بتفريغ 5 شاحنات ذات حمولة وصلت إلى 20 طن من النفايات الصناعية للشاحنة الواحدة، واقترح نفس المتحدث على وجوب فتح مفارغ أخرى بالولاية. ويبقى حل هذا المشكل متعلقا بالسلطات المعنية، وإيجاد حلول مستعجلة سواء بفتح مفارغ جديدة خاصة بالنفايات الصلبة، أو اتخاذ إجراءات عقابية، وغرامات مالية، للقضاء على هذا الوضع الذي بات يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطن، والبيئة المحيطة به.