حذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها، الجمعة، من ما أسماها "بدعة" الاحتفال بالمولد النبوي. وقال آل الشيخ (73 عاماً): "فلنحذر من الغلو فيه ولنعلم أن هذه الموالد وأمثالها من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأن المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تكون بالإتباع والاقتداء والتأسي به، حيث قال تعالى "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ وَاَللَّه غَفُور رَحِيم". وأضاف المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله في منطقة قصر الحكم وسط العاصمة الرياض: "صلة المرء بنبيه - عليه الصلاة والسلام - صلة وثيقة على الدوام في ليله ونهاره وسره وجهره وفي منامه ويقظته وفي كل أحواله؛ حيث قال تعالي "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً". وتابع آل الشيخ: "من الخطأ أن يرى بعض المسلمين أن المحبة الصادقة تتمثل في ليلةٍ واحدةٍ من ليالي العام؛ يقولون فيها أذكاراً خاصّة وقصائد معيّنة؛ لأن هذا لم يكن موجوداً في عهد رسول الله، فرسول الله يعلم يوم مولده ويوم بعثه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ومع ذلك لم يقيموا لذلك وزناً؛ لأن ما في قلوبهم من محبتهم لرسول الله فوق هذه الأمور كلها، وكانت محبتهم محبة صادقة من إتباع السُّنة والعمل بها وتطبيقها والدفاع عنها". وقال مفتي السعودية: "محمد صلى الله عليه وسلم بُعث ليدلنا على الله، ويعرفنا بالله، ويدعونا إليه، ولقد حذرنا النبي من الغلو فيه والدليل قوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله". وعدد المُفتي عبد العزيز آل الشيخ، حقوق النبي علينا، من بينها: إيماننا به وأنه عبد الله ورسوله؛ أرسله الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن، وطاعته ومحبته وتوقيره أن نعلي سنته والدفاع عنها، ومحبته المحبة الصادقة المتمثلة بإتباع سنته والعمل بها واجتناب ما نهى عنه، والرضا بحكمه والاستسلام له، وألا يقع حرج من قضائه. وأشار إلى أهمية الإكثار من ذكره والصلاة عليه، والشوق إلى لقائه، وردّ الشُبه عن سنته، ومحبة أنصاره وأهل بيته محبة صادقة في ذات الله لا غلو فيها، وبغض مَن يعادي الله ورسوله. واختتم بقوله: "محبة الرسول أمرٌ واجبٌ، وهي من أصل الإيمان وكماله، ولا بد أن تكون محبته صادقةً وفوق محبة النفس والأهل والناس أجمعين، وذلك من خلال إتباع شريعته والعمل بها وتعظيمها بدلاً من الغلو في ذلك والكذب والافتراء".