ذكرت مصادر مطلعة "للشروق اليومي" أن التجاذب الحاصل بين عدد من الفلاحين والسلطات المحلية بور قلة مؤخرا مرده إلى احتجاج المزارعين على انعدام مادة الكبريت التي غالبا ما تستعمل لمحاربة حشرة "البوفروة" خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت هذه الأخيرة تهدد الثروة الأكثر استهلاكا بالمنطقة سيما ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم، أين يكثر الطلب على التمور، بينما تتحجج الادراة بالجانب الأمني، كون مادة الكبريت أضحت من الممنوعات، إذ غالبا ما يتم استعمالها في العمليات التفجيرية من طرف الجماعات الإرهابية. * * حيث سبق لمصالح الأمن على المستوى الوطني وان ضبطت كميات مهربة للغرض نفسه في مناطق متفرقة، في وقت يبقى مفعول المادة الكيماوية الجديدة التي وزعت على الفلاحين منذ شهور غير مجدية حسب رأي أكثر من فلاح، وتظل أزيد من مليوني نخلة مهددة بالموت نظرا لتفشي مرض البوفروة القاتل لواحات النخيل المنتشرة بأقاليم الولاية، وأمام هذه المعادلة الصعبة وانعدام الكبريت الذي يعد مفعوله الأقوى مقارنة بالعديد من المواد المركبة الأخرى المجربة في السابق لمكافحة الأمراض والأعشاب الطفيلية لم يجد الفلاحون من وسليه للتعبير عن التذمر والاستياء من الأزمة الحاصلة سوى رفع انشغالاتهم للجهات المسؤولة خوفا من إتلاف الثروة الفلاحية الوحيدة التي تزخر بها الجهة الصحراوية، وتشير تنبيهات بعض الفلاحين إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى إتلاف ما لا يقل عن 898937 نخلة من نوع دڤلة نور وبذلك تراجع المنتوج الذي وصل قبل سنتين إلى 548608 قنطار ونفس الحالة تتعلق بنخيل الغرس المقدر ب569164 نخلة تنتج زهاء 249571 قنطار في السنة أصبحت عرضة لأضرار الحشرة ذاتها التي تصيب المحصول بالجفاف، ثم التقلص وفقدان التوازن، مما يخلف خسائر بالجملة. وفي ذات السياق يحذر أصحاب الاختصاص من تراجع الثروة الموسم القادم إذا لم تسارع الجهات المعنية إلى احتواء الموقف ومعالجة البساتين بمادة الكبريت قبل الشروع في عمليات جنى التمور التي عادة ما تتم مع بداية فصل الخريف، وبالعودة إلى لغة الأرقام المسجلة الأعوام الأخيرة، يتبين أن عدد النخيل تضاعف إلى 2.224.300 نخلة السنوات القليلة المنقضية أي بزيادة 340.300 خلال ست سنوات بمعدل غرس يزيد عن 57000 نخلة جديدة في السنة، بلغت نسبتها 25 بالمائة، غير أن إهمال الواحات القديمة وكثرة الحرائق وانعدام المسالك الفلاحية وانتشار الأمراض المتعددة من الدواعي التي تؤشر إلى تدهور الوضع وتراجع الثروة الوحيدة خارج مجال المحروقات. *