النابغة سامي شرف الدين..ما شاء الله أخطأت وزارة التربية الوطنية في حساباتها عندما قدمت أصغر حائزة على شهادة البكالوريا وعمرها 15 سنة، وهي أميرة مدوري من عين تموشنت، والتي تفاجأ بعمرها وزير التربية، إلى جانب وزير التعليم العالي.. لكن الشروق ولأنها عودت قراءها على الاستثناء تقدم لهم أصغر نابغة حصل على شهادة البكالوريا احتفل مؤخرا بعيد ميلاده 13. * * سامي.. طفل يسير نحو الجامعة.. يعشق البيتزا.. قسنطينة وبيل غيتس .. ويتقن أربع لغات عالمية * * لا جدال في أن قسنطينة فقدت في السنوات العشر الأخيرة بريقها العلمي، ومع ذلك تبرق من حين لآخر ظواهر علمية تؤكد أن مدينة بن باديس وبن نبي ومالك حداد بإمكانها أن تنجب نوابغ مثل الظاهرة العلمية الصبي »سامي شرف الدين عيداوي« الذي هو أصغر من حصل على شهادة البكالوريا في تاريخ الجزائر. * إذ احتفل منذ أيام فقط بعيد ميلاده 13، الطفل فعلا ظاهرة، فهو يتكلم أربع لغات بطلاقة وخبير في الإعلام الآلي، ناهيك عن حفظه للقرآن الكريم وأخلاقه المثالية »إحساسا، انتابانا بعد أن أنهينا زيارتنا لبيت »سامي«، حيث كان رفقة والدته الطبيبة ووالده المختص في الأمراض الصدرية وشقيقه الصغير عادل، وهو أننا أصغر من آمال وطموحات هذا البريء الكبير جدا بأحلامه، وبأن الجزائر لها ثروات بشرية أهم بكثير من النفط الزائل.. وإليكم الدليل. * * * ما قصة اجتيازك البكالوريا دون سن 13؟ * **كل الفضل يعود إلى السيد »إبراهيم سردوك« مدير التربية لولاية بسكرة الذي لاحظ أن نقاطي مرتفعة جدا، حيث حصلت في السنة الثالثة متوسط على معدل 18.52، فاقترح اجتيازي للأهلية التي حصلت عليها وسني دون العاشرة، كما أنني دخلت المدرسة دون الخامسة ثم اجتزت »السيزيام« في السنة الثالثة ابتدائي وانتسبت العام الماضي، لثانوية »رمسيس« الخاصة بقسنطينة، ووفرت لي بسكرة مرة أخرى، فرصة اجتياز البكالوريا ضمن النظام الجديد »أحرار« وعندما اجتزت البكالوريا كان سني 12 سنة و11 شهرا فقط. * * * هل تعلم أنك أصغر من حصل على البكالوريا في تاريخ الجزائر؟ * - وزارة التربية كرمت طالبة في سن ال 15 وهي نظامية، أما أنا، فمن مواليد 11 جوان 1995 بقسنطينة كنت أحلم بأن أكون من الأوائل، خاصة أنني ركزت جيدا ولم ألجأ أبدا إلى الدروس الخصوصية واجتزت البكالوريا في متوسطة »حسين غمري« ببسكرة ضمن شعبة علوم تجريبية، والحمد لله سأكون أصغر طالب جامعي في تاريخ الجزائر. * * * تبدو صغيرا جدا.. كيف عاملك الحراس؟ * ** تعودوا علي مباشرة بعد بداية الامتحان، صراحة أرى النظام الجديد في المستوى وبإمكانه تطوير التعليم عندنا، كما أعجبني اهتمام مسؤولي بسكرة بالتلاميذ، حيث وفروا المكيفات في الأقسام. * * * وماذا بعد حصولك على البكالوريا؟ * **وهنا يتدخل والده"..ابني عمره 13 سنة فقط وهو صغير على الجامعة، نحن نتمنى أن يساعدنا وزيرا التربية والتعليم العالي لأجل السماح لسامي للانتساب لمعهد الطب حتى يكون رفقتي ورفقة والدته، وتواصل والدته.. من الصعب أن يتنقل طفل صغير يوميا إلى جامعة منتوري في وسائل النقل العمومية، ونحن متيقنون بأننا سنلقى الدعم الكافي لرعاية موهبة ابني. * * * ما هي الوصفة السحرية لتفوقك؟ * - مساعدة والدتي ووالدي معنويا، مكنتني من شحن بطارياتي، كما علماني النظام، إذ لم يحدث وأن تلقيت درسا خصوصيا واحدا وخصني مدير ثانوية »رمسيس« بعناية مكنتني من تجاوز حاجز السن، كما أنني أتابع دروسي باستمرار دون المبالغة بالسهر إلى الفجر، في الدراسة أظن أن النظام هو سر النجاح. * * * هل تصاحب من هم في سنك أم يدرسون معك؟ * ** هذه مشكلة فعلا.. فإذا صاحبت من هم في سني، فهم في الإكمالي، أما الذين يدرسون معي، فهم يكبرونني بخمس سنوات.. أصدقائي الحقيقيون هم والدتي ووالدي وشقيقي عادل. * * * هواياتك؟ * ** أنا شغوف بعالم السيارات والإعلام الآلي، كما أتابع القنوات الفرنسية، سبق لي أن مارست الجيدو والكاراتي، الكرة العالمية تستهويني وفي الجزائر أتمنى الفوز دائما لشباب قسنطينة وأبتهج للانتصارات الدولية لوفاق سطيف وشبيبة القبائل. * * * ماهي أحلامك الآنية؟ * ** زيارة مدينة الإعلام الآلي الأمريكية سيلي كونفالي ومتابعة على المباشر الجائزة الكبرى بموناكو. * * * هل تتقن عدة لغات؟ * - »تتدخل والدته« ابني بدأ الحفظ وعمره 18 شهرا وعندما بلغ عامين تعلم نطق كل الأحرف بالعربية والفرنسية، في سن السابعة كان يقرأ مجلة science et vie وله أبحاث في علم الفضاء منذ سن الثامنة وكان يقرأ مؤلفات موليير وموباسون وفولتير ومجلة العربي، ويكمل سامي كلام زمه... أتقن إضافة إلى العربية والفرنسية والإنجليزية اللغة الألمانية، فأنا أحرق كل أوقات فراغي في القراءة والأنترنت، وقد لاحظنا أن لغة سامي بالفرنسية والعربية راقية جدا وأنه حاصل على ماجيستير فيها، والد سامي أرسل تحية خاصة لمدير التربية ببسكرة الذي أمد يد المساعدة لنابغة من قسنطينة، أما الوالدة، فتمنت من الأمهات أن يعشن لأجل نجاح أبنائهن أما شقيقة الصغير عادل الذي يحلم بالطيران، فقال إن الشروق اليومي ساعدت أيضا بصفحة البكالوريا في مد النصيحة لسامي. * * أسئلة خفيفة لسامي؟ * * * هل تقرأ الجرائد؟ * - نعم ليبرتي وكوتيديان وبدرجة أكبر الشروق اليومي التي سلبت اهتمامي بنصائحها في صفحة البكالوريا. * * * أنت مواظب على الصلاة؟ * - أنظر نقالي الخاص به الآذان.. حفظي للقرآن الكريم وصلاتي دعماني في توفيقي. * * * هل سبق أن زرت دولا خارج الجزائر؟ * - تونس فقط وأحلم بأمريكا للعلم والمعرفة. * * * أحب المدن إلى قلبك؟ * - لا أجد أعز وأجمل من قسنطينة. * * * طبقك المفضل؟ * - البيتزا والهمبورغر.. مع الإشارة إلى أنني غير أكول، حيث أتغذى ولا أتعشى عادة. * * * شخص تتمنى ملاقاته أو تكون مثله؟ * - هو من دون منازع "بيل غيتس". * هذه إجابات بريئة من البريء سامي النابغة، فهل سنكون أبرياء ونأخذ بيده لنجني معه ثمار مواهبه.. أم ستخطفه دول أخرى؟! * * رأي مدير تربية بسكرة * أنا في مسيرتي المهنية ساعدت على الدوام المواهب وقد لاحظت أن ابن قسنطينة سامي له مواهب خارقة ويخوض في المسائل المعقدة التي تفوق سنه، كما علمت من أبيه أنه اجتاز الابتدائي في ثلاث سنوات، فنصحته بأن يتقدم لامتحان الأهلية، وبالنسبة لي، فإن اختزال هذا الطفل الظاهرة للسنوات هو انتصار ونجاح للمدرسة الجزائرية وهذا ما تصبو إليه الجزائر.