الفوسفات..إحدى المواد التي حجزتها مصالح الأمن تفتح اليوم محكمة الجنايات بالعاصمة ملفا من أثقل الملفات المبرمجة في الدورة الحالية التي اقتربت من الاختتام، والمتعلق بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويل الجماعات الإرهابية بالمواد المستعملة في صناعة المتفجرات وحيازة متفجرات تقدر بأكثر من 30 طنا و600 كلغ كانت موجهة لتفجير أماكن بقلب العاصمة ومؤسسات حساسة تابعة للدولة. * وفي هذا السياق، سيمثل أمام قاضي الجنايات ثلاثة متهمين موقوفين بمؤسسة إعادة التربية بسركاجي، كانوا ضمن جماعة الدعم والإسناد التي كانت تنشط تحت لواء أمير المنطقة الثانية المدعو "سفيان فصيلة"، ويتعلق الأمر بكل من "خ.فريد" و"ب.جمال" اللذين كانا يعملان في تجارة المعدات الطبية ولوازمها، وأخ الإرهابي "ح.رابح" المكنى "أنيس"، الذي ينتمي إلى المجموعة الإرهابية وينشط في صفوفها منذ أوت 1998. * وقد كان الإرهابي "أنيس" على اتصال دائم بأخيه "ح.أعمر" بعد التحاقه بالجماعات الإرهابية تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمارة "حسان حطاب" سابقا، قبل القضاء عليه من طرف قوات الأمن بعد تفجيرات الأربعاء الأسود التي هزت قصر الحكومة ومقر الأمن بباب الزوار في 11 افريل 2007. * هذه القضية تتعلق بشبكة إرهابية تنشط بجبال تيزي وزو، كان المتهم الرئيسي فيها "ح.عمر"، البالغ من العمر 32 سنة، من مدينة دلس ولاية بومرداس، الموقوف في سجن سركاجي حاليا، يقوم بجلب المواد الكيميائية التي تستخدم في المتفجرات حتى وصلت الكمية إلى أكثر من 30 طنا و600 كلغ من المتفجرات المتمثلة في مادة حمض النتريك ، هاته الأخيرة كانت الجماعات المسلحة تحتفظ بها قصد استخدامها لتفجير "مناطق حساسة" بالعاصمة واستخدامها في العمليات الإرهابية. * المتهم "ح.عمر" اقتنى أزيد من 500 كلغ بمساعدة من المتهم الثاني "خ.فريد" الذي كان يتاجر في المعدات الطبية ولوازمها، ثم واجهته عراقيل ليبحث عن تاجر آخر يسهّل له طريقة البيع، فالتقى بالمدعو "ب.جمال" الذي كان يعمل ببرج البحري بالعاصمة، وهكذا استطاع الإرهابيون الحصول على كميات كبيرة وصلت إلى 30 طنا. * وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المتهم "ح.عمر" ألقي عليه القبض بداية العام المنصرم، وهو شخص معروف عن عائلته بانتماء عدد من أفرادها للجماعات المسلحة بجبال تيزي وزو، هذا الأخير اختفى عن الأنظار في فترة أدائه للخدمة العسكرية منتصف التسعينات، ومنذ ذلك الحين لم يعرف له خبر، وأدرج في عداد المفقودين بمدينة دلس، إلى أن ظهر مؤخرا وهو يملك عدة سيارات فخمة ومحلات تجارية بولاية تيزي وزو، وهو شخص معروف عن عائلته الفقر المدقع، وهذا ما جعل الشكوك تحوم حوله. وعلى إثر هذه المعطيات، قامت عناصر الأمن بالتحقيق في مصادره المالية، لتكتشف علاقته بالجماعات الإرهابية ويلقى عليه القبض ليحال على التحقيق بمحكمة سيدي امحمد. * وفي هذا الصدد، وحسب ما جاء على لسان المتهم "ح.عمر" أثناء التحقيق معه، فإن اتصالاته الأولى بالجماعة التي تنشط بجبال تادميت كانت بواسطة أخيه الذي كان عنصرا بارزا ومهما "بالجماعة السلفية"، وأولى العمليات التي أوكلت لهذا الأخير عبارة عن اختبار له ولولائه لهم. * حيث كلف باقتناء العتاد شبه الطبي البسيط لهم، والمتمثل في الضمادات والأدوية الخاصة بالإسعافات الأولية من أجل تلبية حاجات الجماعة الارهابية في الجبال، وحدد له مكان الاقتناء عن طريق وكالة لتوزيع المواد شبه الصيدلانية الكائنة برويبة. وهكذا نجح في أول عملية كررها عدة مرات، إلى أن كلف بمهمة أخرى تتمثل في اقتناء كمية من المواد المتفجرة التي تستعملها الجماعات المسلحة في عملياتها التفجيرية.