صورة من الارشيف سيمثل السبت أمام محكمة الجنايات بالعاصمة أربعة متورطين في قضية تفجيرات ذراع بن خدة ليجيبوا عن أسئلة قاضي الجنايات حول التهم المنسوبة إليهم والمتعلقة بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل الوطن، وتمويل الجماعات المسلحة بمواد لصناعة المتفجرات وتمويل وتموين الجماعات الإرهابية التي تنشط داخل الوطن مع جنحة عدم الإبلاغ. * القضية سبق أن تأجلت في الدورة الجنائية السابقة لتبرمج من جديد لجلسة السبت، وينتظر أن تكشف عن خطط واستراتيجيات الجماعات المسلحة التي كانت تنشط بنواحي بومرداس وتيزي وزو تحت إمرة الإرهابي سفيان فصيلة الذي قضي عليه مؤخرا في القضية المعروفة بأنياب الفيل، حيث تبين من خلال التحقيق أن الجماعات المسلحة كانت تعتمد في مصدر تمويلها على القيام بعملية الاختطاف بالمنطقة وابتزاز أهالي المختطفين للحصول على مبالغ خيالية مقابل ذلك. * كما أظهر الملف أن الإرهابيين كانوا يستخدمون شفرات للتواصل بينهم والتنقل من مكان إلى آخر، وتنفيذ المخططات التفجيرية التي تستخدم فيها مادة حمض النتريك ومادة الأمونياك السريعة الالتهاب وكذا الصواعق المتفجرة. * المتهمون الأربعة الذين سيحاكمون أمام محكمة الجنايات جرى التحقيق معهم لدى محكمة سيدي أمحمد، ورغم إنكارهم الشديد أمام قاضي التحقيق ومحاولة تنصلهم من المسؤولية فإن اعترافاتهم الأولى في القضية كشفت العديد من الحقائق، حيث صرح المتهم الأول (ع. ت) 28 سنة من ولاية بومرداس، بأن علاقته مع الجماعات المسلحة ترجع إلى سنة 2006 عندما كان يعمل بحقل الكروم وحضر إليه الإرهابي حمزة طالبا منه شراء متطلبات حاجيات لصالح جماعته التي تنشط بجبال بوبرك ببومرداس، وبعدها تكررت اتصالاته معهم إلى أن طلب منه سفيان فصيلة شراء سيارة من أجل القيام ببعض المهمات الخاصة لصالح العناصر الإرهابية، وبعدها تطورت علاقته بأفراد الجماعة لدرجة تمويلها بالمتفجرات في فيفري 2007، والمتمثلة في الصواعق الخاصة بالتفجير وبراميل الجبس وعلب الماستيك التي تدخل في صناعة المتفجرات ومادة الامونياك، واستمرت معاملاته معهم إلى غاية إلقاء القبض عليه في 26 أفريل 2007 على مستوى الحاجز الأمني لمدينة تادمايت. * أما بالنسبة للمتهم الثاني (أ. م) 27 سنة من بومرداس، فقد صرح هو الآخر أنه التقى بالمتهم (ع. ت) في إطار صفقة بيع كمية من الذخيرة، هذا الأخير عرّفه بالجماعات الإرهابية بقيادة سفيان فصيلة التي ستشتري منه الذخيرة، وبعدها تكررت معاملاته معهم حيث طلبت منه الجماعة حوالي 3000 طلقة، وبعدها كلف من قبلهم بشراء سيارة من نوع مرسيدس التي تم تفجيرها بالقرب من مقر الأمن بذراع بن خدة في افريل 2007. * كما شارك في نقل المواد المتفجرة لصالح الجماعات الإرهابية من مستودع بمدينة تيجلابين قدرت ب 12 برميل سعة كل واحد 25 لترا تحوي مادة حمض النتريك، وقام لعدة مرات بتوفير المؤونة للجماعات المسلحة وغيرها من المواد التي تستعمل في صناعة المتفجرات إلى أن ألقي عليه القبض بتاريخ 20 افريل 2007. * أما المتهم الثالث (ه. أ) 35 سنة، من ولاية بومرداس، فترجع علاقته بالجماعات المسلحة إلى 2003 بعد خروجه من المؤسسة العقابية أين اكتشف أن أخاه قد التحق بالجماعات الإرهابية الناشطة ببومرداس، فعرض عليه هذا الأخير العمل معهم كعنصر دعم وإسناد، وذلك بتزويدهم بالمؤونة والمتفجرات، وتم تكليفه بشراء سيارة لاستخدامها في عملية تفجير، أما المتهم الرابع (ف. ع) 38 سنة من تيزي وزو المتابع بجنحة عدم الإبلاغ فهو يعمل بوكالة عقارية حضر إلى محله المتهمان (ع. ت) و(أ. م) لغرض كراء شقة أو فيلا، وفي جانفي 2007 تعامل معهما لشراء سيارة من نوع مرسيدس وتسوية وثائقها.