دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى استصدار قرار أممي يسمح بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة اليوم الأربعاء، لبحث الأوضاع في هذا البلد المضطرب منذ الإطاحة بالقذافي في عام 2011. وقال السيسي، في مقابلة بثتها قناة "أوروبا 1" الفرنسية الثلاثاء: "لا يوجد خيارٌ آخر غير الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات المصرية في ليبيا بعد الحصول على موافقة الشعب الليبي وحكومته ودعوتهما مصر إلى التحرك"؟ مشددا على أن الوضع يتطلب "تكرار سيناريو الغارات وبشكل جماعي"، في إشارة إلى الغارات الجوية المكثفة التي شنها الناتو في عام 2011 تحت غطاء أممي لمساعدة المعارضة المسلحة على الإطاحة بالقذافي. وهو ما أدى إلى سقوط نظامه في نهاية المطاف. وبموازاة ذلك، أجرى وزير الخارجية، سامح شكري، مشاورات مع مندوبي الأردن وليبيا لدى مجلس الأمن الدولي بهدف التنسيق والتحضير للتحرك المرتقب في المجلس، حيث سيجري بحث تداعيات إعدام المواطنين المصريين على يد "داعش" و"سبل مواجهة خطر الإرهاب في ليبيا". يأتي ذلك بعد يومين من دعوة السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند مجلس الأمن إلى اتخاذ "تدابير جديدة" ردا على ذبح المصريين ال21 المختطفين في ليبيا. وكانت مصر دعت في وقت سابق التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" إلى مواجهة "المتشددين في ليبيا". وقررت مصر استدعاء جميع السفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة لإطلاعهم على تطورات الموقف. وتساند إيطاليا التدخل العسكري الدولي في ليبيا وأعلنت استعدادها لإرسال آلاف الجنود الإيطاليين إلى ليبيا لمحاربة تنظيم "داعش" هناك، لا سيما بعد أن كشف التنظيم نيّته في ما سماه "فتح روما" مستقبلاً. كما أعلنت تونس "تفهّمها" لدعوة مصر إلى تدخل عسكري دولي في ليبيا. يشار إلى أن الغارات الجوية المصرية على مدينة درنة الليبية، الإثنين، أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح بينهم أطفال، حسب صور أظهرتها "الجزيرة" من مستشفى "الهريش" بمدينة درنة، التي تبعد بنحو مائتي كيلومتر عن حدود مصر. في حين أكد اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن الغارات تجري بالتنسيق معه وتستهدف تنظيم "داعش" في ليبيا. وفي السياق نفسه، أفادت مصادر دبلوماسية أن قادة عسكريين من أنحاء العالم سيجتمعون اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية لتقييم مسار الحرب ضد "داعش". وقال مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية إن اللقاء الذي يستمر يومين ويأتي استكمالا لمحادثات أجريت سابقا، سيجمع "كل الدول المنخرطة" إلى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف، بما في ذلك دول الخليج. والمعروف أن التحالف الدولي يضمّ 60 بلداً. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "أعتقد أن الاجتماع سيكون بمثابة تقييم عام للوضع الذي نحن فيه ولما يتعيّن فعله الآن". من جانبه، قال مصدر دبلوماسي آخر إن الاجتماع "سيكون أقرب إلى لقاء لتبادل المعلومات" وفرصة للتنسيق، وليس منتدى يتم خلاله اتخاذ قرارات حاسمة. وتتزامن هذه المحادثات، التي تجرى على مستوى قادة الجيوش ونوابهم، مع الصعود المثير للتنظيم المتطرف في ليبيا بعد أن سيطر على أراض واسعة في العراق وسوريا. وكثفت الدول العربية غاراتها التي تستهدف تنظيم "داعش" منذ مطلع فبراير حين وزع التنظيم شريطا يظهر إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حيا داخل قفص حديدي.