طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية، الثلاثاء، بالتحقيق في مقتل مدنيين في الغارات المصرية الليبية المشتركة على مدينة درنة شرقي ليبيا. وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم (الثلاثاء)، بعنوان: "ضحايا مدنيون في الغارات الجوية لدرنة"، إن "سبعة مدنيين على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، لقوا مصرعهم في الضربات الجوية المصرية/الليبية المشتركة على مدينة درنة شرقي ليبيا في 16 فيفري الجاري، ويجب على مصر وليبيا إجراء تحقيقات سريعة وشفافة في حالات الوفاة". وأضافت أن "الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية، والمدنيين أو البنية التحتية المدنية تنتهك قوانين الحرب. والانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب، التي ترتكب بقصد جنائي، قد تكون جرائم حرب". وأشارت المنظمة إلى أنها وثقت، وفق إفادات شهود عيان، وعدد من أفراد أسر الضحايا "سبعة وفيات من المدنيين التي يبدو أنها نتيجة للغارات الجوية على درنة". وأوضحت أنها "أجرت مقابلات عبر الهاتف مع أسر ستة من الضحايا الذين قتلوا في منازلهم في حي شيحة. ومن بين القتلى الأم ربيحة المنصوري، وثلاثة من أطفالها الأربعة، عفراء وزكريا وحذيفة الخرشوفي، الذين لقوا حتفهم عندما أصاب صاروخ منزلهم. وآخرون هم أسامة الشتيوي، وهو طالب كان يراقب من فوق سطح منزله فأصابته شظية، وعطية بوشيبة الشعري، الذي لقي مصرعه بعد أن انهارت واجهة منزله عليه، وحنان فرج الدرسي التي كانت على سطح منزلها عندما أصاب صاروخ الشارع المقابل". ونقلت المنظمة عن سكان في المدينة قولهم، إن "الغارات الجوية أصابت 20 مدنياً آخرين على الأقل، وبعضهم في وحدة العناية المركزة في مستشفى الهريش في درنة". من جانبها، قالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، في التقرير، إن "مصر وليبيا تقولان إنهما تقاتلان المتطرفين التابعين لداعش، ولكن هذا لا يعطي لهم مطلق الحرية في قتل المدنيين". وأضافت: "يتعين على جميع أطراف النزاع في ليبيا بذل قصارى جهدهم لحماية أرواح المدنيين ويجب عليهم التحقيق فوراً في أي خسائر بين المدنيين". وحذرت ويتسن من أنه "ما لم يتصرف مجلس الأمن بشكل سريع وحاسم لمحاسبة المسؤولين عن مقتل وجرح مدنيين، وتعزيز الحظر القائم على الأسلحة، ثمة خطر بأن الوضع سيشهد مزيداً من التدهور ويؤدي إلى مزيد من الضحايا المدنيين". ونفت مصر أكثر من مرة استهداف مدنيين في الغارة التي جاءت رداً على إعلان تنظيم داعش في ليبيا ذبح 21 مسيحياً، وكان أخرها أمس الأول (الأحد)، عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن القوات الجوية ضربت 13 هدفاً بعد دراسة متأنية واستطلاع دقيق لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.