أحرج الداعية الكويتي الدكتور إبراهيم الكندري، في حوار أجرته معه الشرق الأوسط علماء مصر ورجال الإفتاء فيها وخاصة جامع الأزهر، عندما أكد أن هدم الأهرامات وخاصة تمثال أبو الهول واجب شرعي لا يمكن التفلسف فيه، ومن المفروض أن يسبق العلماء الدواعش الإرهابيين للقيام بذلك. واستغرب الكندري كيف يقوم العلماء بتزييف التاريخ بالقول بأن الصحابة الذين فتحوا مصر بقيادة الصحابي عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، لم يحطموا الأصنام، بينما التاريخ يؤكد أنهم حطموا كل المعابد التي وجدوها بمجرد فتحهم مصر، لأنها كانت صرحا للشرك بالله، وسعوا إلى إقناع المصريين بالتوحيد، أما عن الأهرامات فربما لم يجدوها، وخاصة أبو الهول الذي يذكر التاريخ أنه اكتشف في القرن الخامس عشر الميلادي. كما أن الأهرامات اكتشفها الغربيون، ولا يوجد ما يدل على أن الفائح عمرو بن العاص وصل منطقة الجيزة ورآها. ثم يعود الداعية الكويتي الذي يكن له علماء الأزهر الاحترام لأنه كويتي بالخصوص، للقول بأن الصحابة، إن لم يكونوا قد فعلوا ذلك عمدا، فهذا لا يعني التخلي عن تطبيق أمر شرعي قام به الخليل إبراهيم وخاتم الأنبياء، لأن التوحيد هو الذي يجب أن يركز عليه المسلم وليس التفكير في السياحة وما شابه ذلك. وكان الأزهر الشريف بعد تهديم التماثيل في العراق وليبيا من طرف تنظيم داعش الإرهابي، قد أصدر بيانا ناريا، معتبرا كل من يفعل ذلك خارجا من ملة الإسلام، ولكن لأن الأمر يعني هذه المرة دكتورا داعية من الكويت، المدعمة الأكبر لنظام عبد الفتاح السيسي، فإن الصمت المطبق خيّم على رجال الإفتاء المصريين ومنهم علي جمعة، وعلى رجالات الأزهر بالخصوص. واعتبر علماء مصر منذ سنوات التماثيل مجرد آثار تروي مختلف الحضارات، واعتبروا كل الآيات القرآنية التي تتحدث عن الأصنام خاصة بالفترة والحدث الذي ذكرت فيه ومنها قوله تعالى: ((إذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين))، وقوله: ((وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين)) وقوله: ((فراغ إلى آلهتم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون)).