فاز المعارض محمد بخاري، الثلاثاء، بالانتخابات الرئاسية في نيجيريا بفارق 2.57 مليون صوت على الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان، حسب النتائج الرسمية التي أعلنت، الأربعاء. وأوضحت اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة، أن بخاري (72 عاماً) الذي ينتمي إلى المؤتمر التقدمي فاز في الانتخابات بأغلبية 53.9 في المائة من أصوات الناخبين، في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت والأحد. وفاز بخاري في 21 ولاية من أصل 36 في البلاد وخصوصاً في ولاية بورنو التي تعتبر معقل حركة بوكو حرام المتطرفة. ومن ناحيته، أقر الرئيس النيجيري المنتهية ولايته غودلاك جوناثان في بيان، بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام زعيم المعارضة محمد بخاري. وقال أيضاً: "أشكر لجميع النيجيريين الفرصة الهائلة التي أتيحت لي لقيادة هذا البلد.. لقد نقلت تمنياتي الشخصية إلى الجنرال محمد بخاري". ويشكل فوز بخاري أول انتقال ديمقراطي في نيجيريا ومنعطفاً مهماً في التاريخ السياسي لهذا البلد، الذي شهد ستة انقلابات عسكرية منذ استقلاله العام 1960 والذي حكمه حزب واحد منذ نهاية الديكتاتوريات العسكرية قبل 16 عاماً. وسارع الاتحاد الأوروبي إلى "تهنئة" بخاري مساء الثلاثاء. وفي بلد تؤدي فيه الانقسامات السياسية غالباً إلى توتر اثني وديني وأعمال عنف دامية، جرت الانتخابات بهدوء ولم تتخللها أعمال عنف واسعة النطاق أقله حتى الآن. ولم تنجح جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات في منع تنظيمها، على الرغم من هجمات عدة أسفرت عن سقوط قتلى. ونزل آلاف النيجيريين إلى شوارع كانو، أكبر مدن الشمال المسلم للاحتفال بفوز بخاري. وفي كادونا في وسط البلاد، احتفل الناس أيضاً بعدما حبسوا أنفاسهم طوال نهاية الأسبوع في انتظار النتائج. وفي لاغوس، العاصمة الاقتصادية وأكبر مدينة في البلاد وحيث فاز بخاري، أطلقت الأسهم النارية في حي اوبالندي الشعبي واحتفل أنصار الرئيس الجديد في الشوارع. وفي أبوجا، رقصت جموع أمام المقر العام لحملة بخاري. وعزا محللون فوز بخاري إلى نجاحه في اجتذاب القاعدة الناخبة على المستوى الوطني، بحيث لم يكتف بالتعويل على أنصاره في الشمال المسلم، بل كان له أيضاً داعمون في الجنوب المسيحي، وخصوصاً في مدينة لاغوس. وصرح لاي محمد المتحدث باسم حزب المؤتمر التقدمي لفرانس برس، "إنها المرة الأولى في تاريخ نيجيريا التي تتغلب فيها المعارضة على حكومة عبر صناديق الاقتراع". وقالت عائشة بخاري زوجة المرشح أنها فخورة بزوجها. وأضافت: "سنبني نيجيريا جديدة كما وعد زوجي، لكن الأمر سيكون صعباً لأن التوقعات هائلة".