أصبحت ظاهرة شرب الخمر لدى عدد من شباب تڤرت وورڤلة، وسيلة للهروب من الواقع الاجتماعي الصعب الذي يعيشونه داخل أسرهم، وعند البعض الآخر لتصفية الحسابات، بينما يلجأ إليها آخرون من أجل التعدي على الغير وانتهاك حرمات المنازل، الأمر الذي جعل سكان المنطقة يدقون ناقوس الخطر، ويحمّلون مسؤولية ما يحدث للهيئات الفاعلة في المجتمع. كشفت عدة قضايا عالجتها محاكم الولاية خلال الأشهر القليلة الماضية عن ارتفاع نسبة الجرائم والجنح، والتي يتسبب فيها مراهقون لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، نتيجة شربهم للخمر بصورة فظيعة، فضلا عن انتهاك حرمات المنازل، ناهيك على تسببهم في حرائق الغابات حسب فلاحي المنطقة ل"الشروق" جراء تركهم لبقايا النيران التي يسمرون عليها ليلا مشتعلة. تعد الغابات والأماكن الخالية والمهجورة والبعيدة عن أعين الأمن، الأكثر استقطابا لهؤلاء لاحتساء الخمور، سيما المحلية الصنع، والتي تعد الأكثر رواجا بالمنطقة ك"اللاقمي" المصنوع من مشتقات النخيل و"بروكشر" والذي يشكل خطورة كبيرة كونه يضم مكونات مضرة بالصحة ومذهبة للعقل. اشتكى سكان عدة أحياء بالجهة من صعوبة النوم ليلا، خصوصا تلك المتاخمة لواحات النخيل، بسبب ارتفاع الأصوات الصاخبة في جنح الليل، وتبادل السب والشتم بين المخمورين بعد نشوب شجارات، وهو الأمر الذي أصبح يسبب هلعا لدى مواطني المنطقة. تعالت أصوات العديد من سكان الولاية بضرورة تدخل كل الهيئات وتكاثف المختصين لوضع حد لانتشار هذه الآفة، ومحاربتها بشتى السبل والوسائل، خصوصا وأنها جرّت شبابا في مقتبل العمر إلى ارتكاب جرائم قتل وحوادث خطيرة، سيما حوادث السير عبر الطرقات، والتي أدت أغلبها إلى الموت أو الإصابة بعاهات مستديمة، ولعل أكبر دليل على خطورة السياقة في حالة سكر النتائج التي تسجلها يوميا مصلحة الاستعجالات بمستشفيات المدينة. وقد تمكن أعوان الأمن بتڤرت خلال الدوريات المكثفة من توقيف عدة سائقين خاصة من فئة الشباب، يقودون مركباتهم وهم تحت تأثير المشروبات الحكولية، وبعد تقديمهم أمام الجهات القضائية، تمت متابعتهم بتهمة القيادة في حالة سكر، الأمر الذي جعل سكان المنطقة يدقون ناقوس الخطر. أجمع عدد من العلماء والمشايخ في فعاليات الملتقى الدولي للسيرة النبوية المنعقد في اليومين الماضيين بدار الثقافة بورڤلة، على ضرورة محاربة ترويج أم الخبائث وتجنيد جميع الجهات في المجتمع لاستئصال هذه الظاهرة، المتفشية بشكل رهيب في مجتمع محافظ. من جهته والي ورڤلة وفي تصريح له خلال افتتاح الملتقى المذكور، أكد أنه لن يسمح بترويج الخمور بالمنطقة وضواحيها، وحث على التصدي لهذه الظاهرة، ما جعل عديد من المشايخ يؤيدون قرار ذات المسؤول، وطالبت في ذات الشأن العديد من الهيئات بضرورة تكاثف جهود كل الفاعلين في المجتمع والتحرك على أكثر من صعيد لإنقاد فلذات أكبادهم من التورط في هذه الآفة، فيما يرى المختصون أن غياب الرقابة الجادة من طرف الأسر، وكذا الدور الفعال للجمعيات بالتوعية والتحسيس، وكذا انتشار نقاط بيعها بالمنطقة، وسهولة حصول الشباب عليها، من الأسباب المباشرة التي أدت إلى تفاقم الوضع وانتشار الظاهرة بشكل مخيف.