أثار الانتشار الواسع لباعة الخمور عبر العديد من مناطق ولاية المسيلة، استياء المواطنين الذين دقوا ناقوس الخطر بعد أن اتخذ الكثير من المنحرفين بعض الأحياء والساحات العمومية، أماكن لتناول أم الخبائث بصورة عادية، تاركين وراءهم العشرات من زجاجات الخمر. وحسب المواطنين، فإن منطقة مقرة وعين الخضراء في الجهة الشرقية للولاية، تحولت خلال الأشهر الأخيرة، إلى أماكن مفضلة للمجرمين والمنحرفين القادمين من المدن المجاورة، على غرار بريكة بباتنة، التي اتخذ منحرفوها منطقة شط الحضنة ”السبخة” المصنفة وطنيا كمنطقة رطبة مكان لبيع الخمور.. حيث ازدهرت هذه التجارة بشكل غير شرعي بشكل ملفت وأصبحت قبلة لعشرات المنحرفين، بل تعدى الأمر ذلك وأصبحت المنطقة مصدرا حقيقيا للخمور ناحية بلديات مقرة شرقا وامسيف جنوبا عبر طريق شط الحضنة، الذي يعتبر من المكتسبات التي يفتخر بها سكان المنطقة. غير أن باعة الخمور حولوه في ظرف وجيز إلى بؤرة حقيقية لرمي فضلاتهم. وغير بعيد عن بلدية عين الخضراء، تحولت بلدية مقرة هي الأخرى إلى ملاذ أمن للمنحرفين بعد أن اتخذوا بعض الأماكن لبيع السموم من المخدرات والخمور، حيث يؤكد مواطنو البلدية أن احد المنحرفين اتخذ من الجهة الشمالية القريبة من ثانوية الحاج الخير خيري وأحياء 124 مسكن و119 وغيرهم، مكانا لممارسة نشاطه المشبوه دون أن تتدخل الجهات المعنية. ويؤكد محدثونا في هذا السياق أن المنحرفين وجدوا بيئة خصبة لتناول الخمور في الأماكن العمومية، على غرار الساحة المقابلة للثانوية التي ترمى بها قارورات الخمر، حيث يتفاجأ التلاميذ في الصباح بانتشار عشرات القارورات، وهو الأمر الذي دعا إلى تدخل أئمة المساجد في خطبهم، داعين إلى ردع هذه الظاهرة الغريبة على سكان المنطقة المحافظة. وغير بعيد عن المنطقة المذكورة اتخذ آخرون طريق ووادي المالح بذات البلدية أماكن لبيع هذه السموم بكل حرية، حيث يؤكد المواطنون أن هذه المنطقة تحولت إلى مكان يموت فيه الشبان، مذكرين بما حدث منذ أسابيع للشاب ”ب. ب ”، 29 سنة، الذي فارق الحياة في نفس المكان وفي ظروف غامضة، وهو ما جعلهم يتخوفون من المصير المجهول الذي بات يهدد كل سكان المنطقة التي تعتبر من المناطق المحافظة. نفس الانشغالات رفعها مواطنو بلدية برهوم، الذين اشتكوا من تفاقم ظاهرة بيع الخمور بصورة مفزعة، خاصة بمنطقة ”قديشة” الفلاحية وكذا بالطريق المؤدي إلى بلدية أولاد تبان عبر بلدية الدهاهنة في الجهة الشمالية، حيث أصبحت الخمور والمخدرات تباع مثل المياه المعدنية مخلفة وراءها عشرات المظاهر السلبية التي أزعجت السكان ومتخذي الطرقات الوطنية والولائية. مواطنو المناطق المذكورة دعوا الجهات المعنية وكل من لها علاقة بالتدخل وتفعيل محاربة هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع، وكذا دعوة المشرع إلى تشديد العقوبات أكثر وعدم التسامح مع هؤلاء المنحرفين.