وصل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى باريس، الثلاثاء، حيث اجتمع مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارة دولة تستمر يومين تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي. وتأتي الزيارة، بعد أسبوع من زيارة هولاند لتونس للمشاركة في مسيرة تضامن نُظمت رداً على هجوم مسلحين على متحف باردو في العاصمة التونسية الشهر الماضي. وقال السبسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في القصر الرئاسي في باريس، إن "تونس لا تزال في بداية طريقها إلى الديمقراطية، والديمقراطية لا تفرض من الخارج بل تمارس، وتونس مستمرة في خطاها، لكنها لا تزال في منتصف الطريق". وتابع "سنستمر في التنمية، وهدفنا الأساسي هو ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب". وقال الرئيس التونسي إن "الشباب التونسي قام بثورة بمعزل عن أي أيديولوجيا". وأضاف السبسي أن "هناك تطابقاً في وجهات النظر بين تونسوفرنسا بخصوص القضايا الإقليمية والدولية". من جانبه، قال هولاند، إن "فرنسا مسؤولة عن دعم تونس كي تحظى بالدعم الكامل لإنجاح تنميتها". وأضاف هولاند: "أريد أن أثبت أن فرنسا قادرة على إجراء تعاون مثالي، كما تحتاج إليه تونس سواء في مجال الأمن أو مكافحة الإرهاب، حيث أطلقنا سياسة أمنية منذ عدة أشهر لتأمين الحدود التونسية". وحظي السبسي فور وصوله إلى قصر الإليزيه، صباح اليوم (الثلاثاء)، باستقبال رسمي التقى بعده هولاند، حيث شهد الرئيسان توقيع اتفاقيات اقتصادية ومالية وثقافية بين الجانبين، كما عقدا جلسة مباحثات تناولت إلى جانب العلاقات الثنائية، تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين. ومن المقرر أن يلتقي السبسي في وقت لاحق الثلاثاء، جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، كما سيلقي الرئيس التونسي كلمة أمام المجلس، ليتوجه بعد ذلك إلى جامعة السوربون التي ستقدم له دكتوراه فخرية. ومن المقرر أن يحل السبسي ضيفاً مساء الثلاثاء، على مأدبة عشاء يقيمها هولاند على شرفه في قصر الإليزيه. وبحسب بيان سابق لقصر الإليزيه، فإن السيسي سيلتقي غداً (الأربعاء)، رئيس الجمعية الوطنية كلود برتلون، ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، قبل أن يلبي دعوة رئيس الوزراء مانويل فالس على الغذاء، ليختتم زيارته بلقاء مع الجالية التونسية في سفارة بلاده في باريس. وكانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، قد قالت في بيان لها أمس (الاثنين)، إن "التعاون الأمني والعسكري بين البلدين سيكون من أولويات زيارة السبسي لفرنسا، خاصة مع ما تعرفه تونس حالياً من تحديات اقتصادية وأمنية كبرى بعد تنامي التهديدات الإرهابية".