عرف الإضراب الذي دعا اليه المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، أمس، لمدة ثلاثة أيام، استجابة محتشمة جدا بمختلف ولايات الوطن، لم تؤثر على سير الدراسة بصفة عامة. فبولايات الغرب سواء بوهران أو مستغانم أو تلمسان أو سيدي بلعباس أو معسكر، سجلت استجابة جزء من الأساتذة عبر عدة كليات ومعاهد. ورغم ذلك لم تشل الجامعات والمراكز الجامعية خلال اليوم الأول من هذا الإضراب. وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، عن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي لجامعة وهران 1، فإن نسبة الاستجابة لنداء الإضراب بوهران كانت متوسطة في حين كانت قليلة بتيسمسيلت، وفي المقابل جرت الدراسة بمختلف الكليات على مستوى ولاية سعيدة بشكل عادي مثلها هو الشأن بالنسبة لعين تموشنت، وسجل الإضراب في جنوب الوطن وبالضبط في ولاية ورقلة استجابة "جزئية" من قبل أساتذة جامعة قاصدي مرباح. ففي الوقت الذي شن فيه بعض الأساتذة الإضراب ضمن زملائهم الآخرين، تم التدريس بشكل عادي حسبما لوحظ في بعض الكليات التابعة للجامعة، وعرفت العاصمة سيرا "عاديا" للدراسة بصفة عامة في مؤسسات التعليم العالي، فيما عمد بعض الأساتذة إلى الاحتجاج على وضعيتهم المهنية والاجتماعية لكن بدرجات متفاوتة كما هو الحال في جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار وجامعة الجزائر 3 ببن عكنون، وبجامعة الجزائر 2 ببوزريعة جرت الدراسة في ظروف "عادية" كما هو الحال بكلية العلوم الاقتصادية والتسيير بدالي ابراهيم. وفي اتصال مع بعض الأساتذة الجامعيين، اعترف هؤلاء بأنه على الرغم من الظروف "السيئة" التي يعملون فيها التدريس والبحث العلمي، إلا أنهم شددوا على ضرورة تواصل الحوار والتشاور مع الوصاية للوصول إلى اتفاق يقضي بحل نهائي للمشاكل التي تتخبط فيها الجامعة بما فيها مشاكل الأساتذة. وترتبط مطالب "الكناس" أساسا بتحسين ظروف العمل داخل الجامعة بيداغوجيا، وكذا مراجعة القانون الأساسي للأستاذ الباحث إلى جانب مسائل اجتماعية أخرى. وصرح المنسق الوطني للكناس رحماني مالك أن إستراتيجية نقابته تقوم دائما على "الحوار والتشاور" مع الوصاية، معبرا عن أسفه لما "آل إليه وضع الأستاذ الجامعي في الجزائر خاصة منذ سنة 2008 وهو تاريخ آخر الزيادات في الأجور"، مشيرا إلى أن 25 ألف أستاذ الذين وظفوا منذ ذاك الوقت "لم تطلهم أي زيادات في الأجور".