الفنان المغربي محمد مفتاح * الصهاينة طاردوني في هوليود * محمد مفتاح، فنان مغربي من طراز متميّز، يملك تجربة فنية كبيرة، وأكبر من ذلك تواضعا وأريحية قلّ نظيرها بين الفنانين العرب. بدأ رحلته الفنية في بداية الستينيات من القرن الماضي في المسرح ثم السينما المغربية ليصل إلى السينما الأمريكية من خلال الفيلم الهوليوودي »الشيء المستحيل« وهو الفيلم الذي حذف اسمه من الإعلان بضغوط من الصهيونية، لتتعدد أدواره ويتألق نجمه في الكثير من الأعمال الناجحة، أمل محمد مفتاح اليوم أن يشارك في عمل درامي جزائري. * * * ماهي قصة تورطك في الفن؟ * بداياتي الحقيقية كانت في المسرح أواخر الستينيات ومن خلاله تعلمت تقنيات الأداء والإنارة والملابس والفضاء المسرحي، ومن المسرح انتقلت إلى التلفزيون ثم السينما، وكان أول فيلم مثلته »الشيء المستحيل« عام 1973 مع المخرج الأمريكي »جون فرانكين هايمر« واختارني لأداء دور شاب مغربي فقير تحبّه امرأة ارستقراطية أجنبية وكان الدور الثاني في الفيلم، وبعده قمت بما يقارب الستة والثلاثين دوراً في أفلام أجنبية إيطالية وانجليزية وفرنسية واشتغلت مع مخرجين مغربيين، وشاركت في معظم أفلام السينما المغربية ولي رصيد كبير منها، إضافة إلى عشرات الأعمال التلفزيونية والكثير من الأعمال المسرحية، وعموماً عملت في السينما الايطالية والفرنسية والانجليزية ومع مخرجين مغربيين وحصيلتي حتى الآن ما يزيد على الثلاثين فيلماً سينمائياً. * * هل تتذكر اليوم مرحلة هوليود؟ * كنت العربي الوحيد الذي اختارني المخرج الأمريكي »جون فرانكين هايمر« للمشاركة في فيلمه الهوليوودي »الشيء المستحيل« إلى جانب الممثلة الفرنسية »دومينيك اكساندا« والممثل الانجليزي »آلان بايك«، وقد صور معظمه في المغرب، والبقية في لندن، ويشاء القدر أن أرى الفيلم مصادفة في أواخر عام 1976 حيث لفت نظري إعلانات الفيلم في باريس، وفوجئت أن اسمي غير مكتوب على الإعلان، فقد كنت أنا البطل الأول فيه، ومع ذلك لم يكتب اسمي عند بداية عرضه، وفي العام 1991 استدعاني المخرج الامريكي جون فرانكين هايمر فذهبت إلى هوليوود لأنها حلم كل فنان وهي فرصة لا تعوض بالنسبة لي. * وكان استقباله لي رائعاً جداً وعرفني إلى نخبة كبيرة من الفنانين في هوليوود، وعرض عليّ المشاركة في فيلم من إخراجه، ومثلت الفيلم، وقبل أن أغادر سألته عن سبب إغفال اسمي في الفيلم الأول »الشيء المستحيل« فصارحني قائلاً، إن المنتج كان صهيونياً، ولم يقبل أن يكون في الفيلم اسم »محمد« ولهذا السبب بالذات طلبت منك أن تعمل معي في الفيلم الجديد كنوع من الاعتذار عما حصل في السابق. * * شاركت في عدة أعمال سورية ماذا تركت فيك هذه التجربة؟ * السينما السورية عالية الجودة. وأفلامها عظيمة في المجمل، وتشهد على ذلك الجوائز التي تنالها في المهرجانات العربية والدولية، وما أتمناه مستقبلاً أن تزيد من إنتاج أفلامها، وإلا يقتصر الأمر على فيلمين في العام، لا سيما في ظل وجود أعداد كبيرة من الفنانين الموهوبين سواء في التمثيل أو الإخراج أو حتى وجود التقنيين الآخرين، ومثلاً نحن في المغرب ننتج ما يقارب 10 أفلام سنوياً. * وبالنسبة للدراما السورية فهي ولاشك باتت مفخرة للعرب وأفرزت مجموعة كبيرة من النجوم الذين أصبحوا مطلوبين في الدراما العربية الأخرى وخاصة المصرية. * * كيف تنظر إلى السينما الجزائرية؟ * السينما الجزائرية من المدارس الكبري التي كان ومازال لها الأثر الكثير في الساحة العربية، وأنا من الذين تأثروا كثيرا بها خاصة في فترة السبعينيات أين كان الإنتاج غزيرا، وإلاحظ اليوم عودة قوية لبعض الأعمال التى نالت إعجاب ليس السينمائيين العرب بل لامست ذلك في أوربا، كما أن الجزائر لديها أسماء كبيرة في عالم الإخراج وقد كان فوز محمد لخضر حامينا بالسعفة الذهبية انتصارا لكل السينمائيين والفنانيين العرب، ولكننا في المغرب العربي نعاني من التواصل مع المشرق العربي، فأعمالنا لا تكاد تصل إليهم بسبب عدة عوامل، نحتاج إلى الكثير من الجهد والذكاء لتجاوزها، ومن شأن المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران أن يفتح الآفاق نحو صناعة سينمائية مغاربية حقيقية، ولكن أتمنى أن أستدعى للمشاركة في الأعمال الدرامية الجزائرية، وحلمي الأكبر أن أشترك مع بقية السينمائيين في عمل مغاربي يشارك فيه كل الفنانيين المغاربيين.