من على خشبة مسرح عبد القادر علولة وتحت سماء الباهية وهران أُعطيت أول أمس إشارة انطلاق المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي ينظم في طبعته الثانية بعد أن ولد من رحم تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007. الطبعة الجديدة للمهرجان شهدت حضور ألمع صناع فن الصورة في عالمنا العربي بداية من المخرج السوري المتميز صانع تحفة " الملك فاروق و"رباعيات الأندلس" ...وصولا إلى فارس السينما العربية "رأفت الهجان" "محمود المصري"، ضيف شرف الطبعة الفنان المصري الكبير محمود عبد العزيز ليتوسط هذا وذاك باقة من الوجوه الفنية التي عرفناها وألفناها عبر الشاشتين الصغيرة والكبيرة وعلى رأسهم الفنانة المصرية الهام شاهين، عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بالمهرجان، طارق الشناوي، منال سلامة ، شريف سلامة، وخالد زكي من مصر، دريد لحام، قيس شيخ نجيب، صباح الجزائري، منى واصف من سوريا ومحمد مفتاح من المغرب ..... الحضور الجزائري كان متميزا هو الآخر، بجمع محترفي هذا العالم الجميل وأعمدة الفن السابع في الجزائر يتقدمهم حامل السعفة الذهبية ومبدع "وقائع سنين الجمر" ريح الاوراس" ،"العاصفة"، "ديسمبر" ...محمد لخضر حمينة، وصاحب "فجر المعذبين" ، "علي في بلاد السراب" و"العفيون والعصا " احمد راشدي ، وكذا مبدع "القلعة" و"عرش الصحراء" و"دوار الناس" محمد شويخ ، إلى جانب سعيد ولد خليفة، إبراهيم تساكي، بلقاسم حجاج، بن أعمر بختي، سيد احمد اقومي، سيد اعلي كويرات ...وغيرهم . في كلمته الافتتاحية نقل محافظ المهرجان مدير التلفزيون الجزائري حمراوي حبيب تحيات رئيس الجمهورية للحضور وتمنياته بنجاح الطبعة التي تنظم تحت رعايته السامية، ليشكر الضيوف من الفنانين والفنانات وصناع الفن السابع العرب على تمكنهم من الحضور و إيجاد مكان في أجندة إبداعهم للمجيء إلى مهرجان الجزائر على حد تعبيره خاصة ونحن -يقول حمراوي- على مرمى حجر من الشهر الفضيل حيث يكون اغلب الفنانين مشغولين بتصوير أعمالهم، يشتغل معظم الفنانين بكثير الانتاجات والأعمال وكذا المهرجانات السينمائية العربية والدولية الراسخة. وأكد محافظ المهرجان للحضور أن الجزائر قد لا تملك مرافق كبيرة وقاعات كثيرة لكنها، تملك على حد قوله قلوبا كبيرة تسع الجميع، مشيرا في سياق متصل أن اختيار شهر جوان لتنظيم المهرجان ومدينة وهران لاحتضان الحدث يحمل دلالات كثيرة ويتزامن مع أحداث حفرت خنادق عميقة في ذاكرة كل جزائري وجزائرية، بداية بمرور خمسين سنة على سقوط الفنان الشهيد على معاشي، وكذا ذكرى إعدام أول شهيد جزائري بالمقصلة وهو أحمد زابانة وإعلان استقلال الجزائر في 3 جوان 1962. وعملا بسنة باقي المهرجانات كان المهرجان فرصة لتكريم من حملوا الفن قضية على أكتافهم ومشوا بها في دروب وعرة ليصنعوا فرجة ومتعة المشاهدين عبر أجيال متعاقبة يتقدمهم حامل "الرسالة" ومنجز رائعة "عمر المختار" المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد التي حضرت شقيقته لتسجل شكرها العميق للجزائر بهذا التكريم، المهرجان كرم أيضا "الكيت كات" ،"أبو كرتونة " ... محمود عبد العزيز الذي عشقه المشاهد العربي عبر مساره الفني الطويل الذي رصعه بعديد الأعمال في السينما والتلفزيون، "هند بنت عتبة " ملكة العبابيد" سيدة السينما والمسرح والتلفزيون السوري بدون منازع الفنانة منى واصف كانت هي الأخرى من بين المكرمين لفتح قلبها وتعبر عن حبها للجزائر التي تزورها لسادس مرة. من الجزائر كرم المهرجان من شارك في وضع اللبنة الأولى لبناء صرح السينما الجزائرية وسط الحديد والنار في أعالي الجبال لتصدح بحرية وهوية وخصوصية الشعب الجزائر وتسجل بالصور تاريخا مجيدا صنع بروح ودماء الشهيد، ذلك هو أحمد راشدي الذي يكرم لأول مرة في بلده. ما ميز حفل الافتتاح الذي بدأ برقصة التوارق أرادها المنظمون دعوة للسلم والسلام ونبذ العنف والحروب واختتم برقصة "التيندي " مرورا بالعمل الوثائقي الذي استعرض السجل الذهبي للسينما الجزائرية وأمجادها الخوالي الذي قدمه المخرج سليم عقار وكذا المقتطفات التي رصدت تاريخ وأعمال الشخصيات المكرمة قبل أن تختتم العروض بتقديم مقتطفات من العمل الكبير الذي يحضره المخرج أحمد راشدي حول الشهيد "مصطفى بن بولعيد " والمنتظر عرضه في ذكرى الثورة. يذكر أن الطبعة الثانية للمهرجان غابت عنها الكثير من الأسماء التي أدرجته في قائمة الضيوف المنتظر حضورهم على غرار الفنانة المصرية نيلي كريم، خالد النبوي، داليا البحيري، بالإضافة إلى بسام كوسا، أمل عرفة وزوجها عبد المنعم عمايري وعباس النوري وجمانة مراد من سوريا، والكويتي داود حسين إبراهيم سعد الحربي، وكذا الفنانة البحرينية هيفاء حسين.