حمل حزب الله اللبناني السلطات السعودية "المسؤولية الكاملة" عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجدا شيعيا خلال صلاة الجمعة في محافظة القطيف شرق المملكة، موقعا عددا من القتلى والجرحى. وقال الحزب الشيعي في بيان اصدره اليوم الجمعة انه "يحمّل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، بسبب رعايتها واحتضانها ودعمها للمجرمين القتلة (...)، وبسبب تقصيرها في تقديم الحماية لمواطنيها من أبناء المنطقة الشرقية، لا بل تحريضها عليهم من على المنابر وفي وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية". وتقع بلدة القديح التي استهدفها الهجوم الانتحاري شمال مدينة القطيف في المنطقة الشرقية حيث تتركز الاقلية الشيعية في السعودية. واعتبر حزب الله ان "هذه الجريمة هي واحدة من الجرائم التي تستهدف المساجد والمراكز الدينية على امتداد عالمنا الإسلامي والتي ترتكبها جماعات لا تعرف معنى للصلاة ولا تراعي حرمةً لبيوت الله ومراكز عبادته". واضاف ان "أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي الآثم لا يميّزون بتفجيراتهم بين شيعة وسنة، أو بين مسلمين وغير مسلمين إنما يمارسون وحشيتهم ضد الجميع، منطلقين من فكر حاقد يكفّر كل من عداهم ويحلّ ذبحهم". وينتقد حزب الله باستمرار السعودية على خلفية تعاطيها مع الاقلية الشيعية الموجودة في المنطقة الشرقية والتي شهدت منذ 2011 احتجاجات وهجمات استهدفت قوى الامن ما ادى الى مقتل نحو عشرين شابا شيعيا. ويعارض حزب الله سياسات الرياض الاقليمية تجاه دول عدة، لا سيما اليمن ولبنان، ويتهمها بدعم المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في سوريا. واسفر الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية عن مقتل عدد من المصلين وجرح اخرين. وفيما لم يتم الاعلان رسميا عن عدد الضحايا، اورد العديد من الناشطين الشيعة محصلات للقتلى تراوحت بين اربعة و22 قتيلا بالاضافة الى عدد كبير من الجرحى. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان "الجهات الأمنية لن تألو جهداً في ملاحقة كل متورط في هذه الجريمة الإرهابية".