اهتدى بعض المتسوّلين السوريين الذين حلوا بالجزائر، بعد أن وضعت الحرب أوزارها ببلاد الشام إلى طريقة جديدة للتسوّل ولإثبات هويتهم السورية، بعد أن قرر بعض المتسوّلين الجزائريين إتقان اللهجة السورية والتسوّل بصفتهم لاجئين سوريين لاستمالة قلوب الجزائريين واستعطافهم، فاضطر نظراؤهم من السوريين إظهار جواز سفرهم قبل مد أيديهم. لم يجد الكثير من المتسوّلين السوريين الذين ساقتهم أقدارهم، بعد تأزم الوضع في سوريا إلى الجزائر من حل لمواجهة ظروفهم القاسية وتوفير لقمة عيشهم وعيش فلذات أكبادهم، سوى مدّ أيديهم والتسوّل عبر شوارع المدن الكبرى بالبلاد، لاستعطاف الأشقاء الجزائريين المعروفين بحبهم لهم وتعاطفهم معهم، بعد معاناتهم المريرة مع الحرب التي عرفتها الشقيقة السورية، وهو ما استغله بعض المتسوّلين الجزائريين الذين يعتبر حصولهم على أكبر قدر من الأموال، غايتهم الوحيدة دون الاهتمام بالوسيلة التي ينتهجونها حتى وإن كانت انتحال صفة الغير. ويبدو أن بعض المتسوّلين السوريين وبعد أن وجدوا أنفسهم أمام هذا الوضع، قرروا إثبات هويتهم السورية، حتى يؤكدوا أنهم أبناء بلاد الشام وليسوا بعض منتحلي الصفة الذين غصت بهم شوارع الجزائر، فما كان عليهم إلا إظهار جواز سفرهم السوري للمواطنين، حيث لاحظنا حمل بعض السوريين جواز السفر خلال تسوّلهم أمام السيارات في الطريق، كما وضعته بعض النسوة في حجورهن وهن جالسات رفقة صغارهن في الأرصفة.
وفي إجابته على سؤال وجهناه له حول معاقبة القانون الجزائري لهؤلاء المتسوّلين ممن ينتحلون صفة السوريين، رد المحامي "ابراهيم بهلولي"، إنه لا يمكن معاقبة هؤلاء المتسوّلين عن جريمة انتحال صفة، بما أن عقوبة جريمة التسوّل ليست فعالة ولم يتم تطبيقها على أرض الواقع، في ظل عدم قيام أعوان الأمن بمهمتهم كما ينبغي في محاربة هذه الآفة، قائلا إن إثبات جريمة انتحال صفة لا تكون إلا برفع شكوى من أحد المتضررين الذي تعرض للاحتيال من منتحل صفة، وهو ما لا يمكن إثباته في هذه الحالة.