اهتزت بلدية رأس العيون التابعة لولاية باتنة، صباح السبت، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها قابض بريد الجزائر "ب. كمال" في العقد الخامس من العمر، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال غالبيتهم في المدرسة، عثر عليه موظفون مخنوقا ومقيد اليدين ومكمم الفم بشريط لاصق حوالي الثامنة من صباح السبت. وكان الضحية الذي يقيم في مسكن تابع لمقر بريد الجزائر، ويقع في الطابق الأول من المبنى، قد شوهد حوالي السابعة صباحا، حاملا فنجان قهوة من مقهى مجاور، قبل أن يتوجه لعمله فباغته مجهولون بخنقه وتكبيل يديه وتكميم فمه قبل أن يقوموا بفتح الخزنة المصفحة بعد تجريده من المفاتيح مستولين على مبلغ لا ينزل عن 900 مليون سنتيم حسب جردة المبالغ التي كانت بحوزة القباضة الخميس. وتشير المعطيات الأولية أن منفذي عملية السطو والقتل البشعة، كانوا على دراية تامة بتحرك قابض البريد المتعوّد على الدخول لمكتبه بين السابعة والسابعة والنصف كل صباح، لإجراء حساباته وتحضير الأوراق المالية قبل فتح المركز في حدود الثامنة والنصف، فتسللوا قبله من خلال تقطيع شباك حديدي لنافذة واقعة خلف المركز ودخلوا ساحة المركز، ثم انقضوا عليه لحظة دخوله. وفيما خلفت الحادثة صدمة لدى السكان بحكم طيبة وشعبية قابض البريد المحبوب لدى الجميع، فتحت مصالح الشرطة تحقيقات معمقة بحضور وكيل الجمهورية وفرقة تابعة للشرطة العلمية، قامت بمعاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات والدلائل وجمع بعض الشهادات، في محاولة لإيجاد قرائن لتوقيف الفاعلين مع تحويل الجثة للطبيب الشرعي، علما أنها تاسع جريمة تهز ولاية باتنة خلال شهرين ونصف فقط، وهو مؤشر مرعب عن استفحال الظاهرة المرتبطة بالاستيلاء على أموال الغير في منطقة الأوراس.