أصدرت محكمة جنايات العاصمة، الجمعة 30-05-2015، في وقت متأخر من الليل، أحكاما غيابية بالإعدام والسجن المؤبد والسجن لمدة محددة وكذا البراءة في حق 33 متهما متابعين سنة 2012، بتهم إنشاء تنظيم إرهابي والاختطاف والقتل العمدي ووضع متفجرات في طريق عام بمنطقة الوسط و ما جاورها. أما بالنسبة للمتهم رقم 34 فقد تم فصل قضيته عن هذا الملف نظرا لعدم حضوره جلسة المحاكمة، حيث ستتم محاكمته لاحقا. وقد نطق القاضي عمر بن خرشي بالإعدام غيابيا ضد 16 متهما ويتعلق الأمر بكل من؛ رحيب عبد الغني ومدار لقمان وبناري عبد الرحمان ومحمودي أحسن ونجار أحمد وكرموس ابراهيم وخالف أمين وطيب فاتح وجواهرة عبد المجيد وجواهرة رابح وجواهرة أحمد وجواهرة يوسف ولعربي موسى ومجاج محمد وسليماني عامر وقوري عبد المالك، أمير داعش الذي قتله الجيش هذه السنة في بومرداس. وتم الحكم على المتهمين الرئيسيين حمادان محمد وحداد فوضيل (حاضران) بالسجن المؤبد بتهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والاختطاف بغرض طلب الفدية ووضع متفجرات في طريق عام وكذا السرقة باستعمال سلاح ظاهر. كما سلطت محكمة الجنايات 20 سنة سجنا نافذا ضد طيب حميد و15 سنة سجنا نافذا في حق سيلم غيلاس، فيما حكمت بأحكام تتراوح بين 18 شهرا حبسا غير نافذ و5 سنوات سجنا نافذا ضد ثمانية متهمين آخرين. وقد استفاد باقي المتهمين بأحكام تتراوح بين البراءة وانقضاء الدعوى العمومية لسبق الفصل في القضية. وقائع هذه القضية تعود لتاريخ 29 سبتمبر 2012، حينما ألقت مصالح الأمن بتيزي وزو القبض على إرهابي مبحوث عنه وهو المسمى حمادان محمد المكنى عبد القهار أبو نعيم، الذي كان ينشط بمنطقة بوغني و ذراع الميزان ضمن كتيبة الفاروق والتي كانت تنتمي للتنظيم الإرهابي المعروف "بالجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي أصبح حاليا يعرف ب"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وبعد أن أبلغ مصالح الأمن عن مكان تواجد عدد من الإرهابيين وعلى رأسهم الإرهابي حداد فوضيل بمنطقة إغيل نايت شيلا بقرية أيت عبد المؤمن، اعترف أنه شارك مع كتيبة الفاروق في عدة عمليات إرهابية دموية وكذا اختطاف عدد من المواطنين بهدف طلب الفدية. كما اعترف بمشاركته في صيف 2008 في عملية اعتداء على عسكريين بتاخوت وكذا في عملية اغتيال شرطي سنة 2009 بقرية آيت وهاب بلدية أيت تودرت دائرة واسيف، مضيفا أنه شارك في أكتوبر 2009 في عملية الهجوم على سيارة نقل المسافرين والتي أودت بحياة سبعة أشخاص كانوا على متنها. وبخصوص الاختطافات، اعترف أنه شارك في عمليات اختطاف عدة مواطنين تجار ومقاولين بمنطقة تيزي وزو وما جاورها مقابل دفع فدية تراوحت بين 140 و200 مليون سنتيم. وقد قامت كتيبة الفاروق -حسب اعترافات المتهمين- بعدة عمليات سطو وابتزاز أموال المواطنين استهدفت محلات بيع الكحول والملاهي الليلية وكذا اقتحام مكتب بريد عبد المومن والاستيلاء على الأموال التي كانت فيه خلال 2012. كما كانت كتيبة الفاروق وراء الاعتداء الإرهابي ضد مفرزة الحرس البلدي بأسي يوسف في جانفي 2011 وكذا في عملية الاعتداء على مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بواسيف الذي أودى بحياة شرطيين في جوان 2012.