تمكن مواطنون، الأحد، من إنهاء مأساة الأشخاص الثمانية، بينهم سيدتان وأطفال، الذين كانوا محتجزين لمدة يومين داخل بناية هشة في حي الدرب بوسط مدينة وهران. وتدخل الجيران بمعية آخرين، لمساعدة الأشخاص المحاصرين داخل غرفتين متجاورتين تقعان بالطابق الأول ببناية هشة ب 6 شارع سيدي علي بحي الدرب، حيث تمكنوا من إزالة الأتربة والصخور المتساقطة أمام مدخل الباب، كما وضعوا ألواحا خشبية، وأخرى حديدية للعبور من الغرفة إلى الخارج بحكم أن الأرضية تشققت عن آخرها. هي معاناة حقيقية لمستها "الشروق" خلال تنقلها إلى مكان الواقعة، أين وجدت العائلات لا تزال تنظف الأرضية من الأتربة المتبعثرة هنا وهناك، وتشد السقف بأعمدة خشبية خوفا من سقوطه، اقتربنا منها وعيونهم تدمع من شدة المعاناة، حيث قالوا إن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا ولم تتدخل رغم محاولة الاتصال بهم وحتى التنقل إليهم، ولولا مساعدة الجيران لهم لأصبحوا في تعداد الموتى. وأضاف المتضررون أنهم تعودوا على مثل هذه الوضعية لأنها ليست المرة الأولى التي وقع فيها مثل هذا الأمر. وأضافت السيدة الأخرى المتضررة رفقة بناتها الثلاث أنهم يئسوا من النجاة لولا مساعدة الجيران، إذ أصبحت النجاة حلما بالنسبة إليهم، فهذه المعيشة لا تصح حتى للحيوان ما بالك بإنسان، وعليه طالبوا بشدة وإلحاح بترحيلهم اليوم قبل الغد، كما هددوا بالخروج إلى الشارع احتجاجا على الوضع الذي لا يطاق وكذا إهمال السلطات المحلية للقيام بدورها رغم أن البناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء حسب معاينة الجهات المتخصصة له على حد قولهم دائما مؤكدين أنهم عقدوا العزم على وضع خيم بالشارع، تكون أرحم من العيش في خوف وانتظار سقوط أي جزء من البناية فوق رؤوسهم ويموتون دون التنعم في مسكن لائق.