دعا ممثلو عشرات العائلات بالمدينة العتيقة السلطات المحلية للتحرك لإنقاذهم من مخاطر الانهايارات التي تهدد حياتهم، وأكدوا أن البنايات التي بقطنونها كانت قد انهارت على فترات متقطعة، وبقاياها تشكل خطرا كبيرا على حياة الجيران والمارة، على اعتبار أن مصالح دائرة عنابة أجلت عمليات الترحيل إلى إشعار لاحق. وأعرب أرباب 35 أسرة تقيم بسكنات آيلة للانهيار بنهج فرنسا في عنابة عن تخوفهم الكبير من حدوث كارثة إنسانية، لأن البنايات الجماعية التي يقطنونها فقدت جزءا كبيرا من الطبقة الإسمنتية التي كانت تغطيها، بسبب انعكاسات الأمطار التي تهاطلت على المنطقة في شهر فيفري المنصرم، فضلا عن كون السكنات التي يقيمون بها تبقى محاصرة بأكوام من الأتربة وبقايا عمارة كانت قد انهارت بهذا الحي منتصف السنة الفارطة، الأمر الذي جعلهم يدقون ناقوس الخطر ويناشدون السلطات المحلية ضرورة التدخل لتخليص النهج الذي يسكنونه من كابوس بقايا العمارة المنهارة، لأنها تشكل خطرا على حياة القاطنين بهذا الحي، وخاصة الأطفال أثناء المرور أمامها، لأن هذه البناية تقع على مستوى المخرج الوحيد للشارع. وقال ممثلو العائلات المتضررة إن الأوضاع على مستوى نهج فرنسا بضاحية "البلاص دارم" ازدادت تعقيدا منذ موجة الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة في بداية السنة الجارية، لأن معاناة العائلات في تلك الفترة بلغت ذروتها، والسكان أجبروا على الهروب إلى الشارع خوفا من حدوث الكارثة، مادامت الجدران وأسقف العمارات لم تكن كافية لضمان أمن وسلامة السكان، فضلا عن تسجيل العديد من التسربات المائية في محيط النهج، إثر انكسار قنوات الصرف الصحي، مما زاد من معاناة العائلات القاطنة بخمس عمارات تتوسط الشارع، الأمر الذي دفع بأرباب العائلات المعنية إلى إطلاق صفارات الإنذار، لأن البنايات أصبحت عرضة للانهيار في آيلة لحظة، وجدرانها تعرف تشققات يومية، وهي الوضعية التي أرغمت السكان على اللجوء إلى ترميم أسقف البنايات بالخشب، في انتظار إدراج العائلات المعنية ضمن قوائم المستفيدين من سكنات اجتماعية جديدة ضمن الشطر الثاني من الحصة المدرجة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش بالمدينة القديمة بعنابة، ولو أن تراكم الأتربة من بقايا الركام للعمارة المنهارة يبقى بمثابة الخطر الذي يحدق بحياة المواطنين، لأن الجزء القائم من البناية المنهارة عرضة للسقوط.