لوحت بعض عشائر الأنبار، أول أمس الأحد، بوقف القتال ضد داعش إذا ما استمرت الحكومة العراقية في تجاهل تسليحها، وحذرت تلك العشائر من انهيار الوضع في المحافظة، فيما تحاول إيران استمالة بعض زعمائها الذين قرروا زيارة طهران للبحث في تسليح أبنائها. أعلن متحدث باسم شيوخ عشائر الأنبار أن الاجتماعات التي عقدها الشيوخ مع قادة أمنيين في قاعدة عين الأسد والرمادي، لم تتوصل إلى نتيجة في ما يتعلق بتسليحنا. وأضاف أنهم يواجهون أزمة كبيرة كونهم معرّضين لمجازر إذا استمرت الحكومة في المماطلة. وذكر المتحدث ذاته أن عدداً من العشائر التي تقاتل إلى جانب قوات الأمن تفكّر في وقف تعاونها والبحث عن مصادر خارجية للسلاح، ما دامت الحكومة لا تتعاون معهم، مشيرا إلى أن ”دعوة الدول العربية إلى دعمهم ومساعدتهم مفتوحة في هذه المحنة الصعبة، فالأكراد يحصلون على السلاح من أوروبا وأمريكا، والحشد الشعبي يحصل على السلاح من الحكومة، فضلاً عن المستشارين الإيرانيين، وبقيت عشائر الأنبار من دون أي دعم”. ومن جهته، أكد أحد وجهاء الأنبار، وقيادي سابق في ”الصحوة”، أن وفداً من العشائر سيزور إيران بتأييد من الحكومة، للبحث في تسليح تلك العشائر”، الأمر الذي أثار حفيظة زعماء آخرين يرون في طهران خصماً. وطالبت مستشارة رئيس البرلمان العراقي لشؤون المصالحة الوطنية، وحدة الجميلي، ب”تشكيل قوة نظامية سنية لمقاتلة التنظيمات المتطرفة بضمانة دولية”. وأضافت في السياق ذاته: ”مثلما لدى الأكراد قوات البيشمركة ولدى الشيعة الحشد الشعبي، من حق السنّة أن يشكلوا قوة خاصة بهم، وبدلاً من زجّ أبناء المحافظات الجنوبية في محاربة التنظيمات المتطرّفة في المحافظات السنّية، من واجب أبناء هذه المحافظات محاربة تلك التنظيمات والدفاع عن أرضهم وطرد الإرهاب منها، وتشكيل قوة مدعومة ومعترف بها من الحكومة”. ودعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، العراقيين شيعة وسنّة وأكرادا إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في طهران، أمس، إن الوضع يستدعي توحد السنّة والشيعة والأكراد العراقيين، لأن تنظيم الدولة يشكل الخطر الأول على العراق والمنطقة، على حد تعبيره. وأضاف أن ما وصفها بالدول الصديقة في المنطقة بدأت تراجع سياساتها بعد أن وصلت إلى نتيجة بأن تنظيم الدولة يشكل خطرا على الجميع في المنطقة. واستقبل وزير الخارجية الإيراني نظيره العراقي، بينما تتداول وسائل إعلام أنباء عن غارات شنتها طائرات على مواقع لتنظيم الدولة داخل العراق، وأكدت مصادر إيرانية هذه الغارات، لكن الحكومة الإيرانية نفتها رسميا، وتتواتر تقارير عن دعم إيراني للحكومة العراقية في المواجهة القائمة منذ أشهر بين القوات العراقية والتنظيم. ويشمل هذا الدعم، وفقا للتقارير نفسها، وجود قادة عسكريين إيرانيين في جبهات القتال ضد تنظيم الدولة، ومن هؤلاء القادة قائد ”فيلق القدس” قاسم سليماني. ومن جهته، قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إثر اجتماعه بظريف، أن تنظيم الدولة الإسلامية قد يصبح من الماضي بحلول العام 2016، وأضاف أن الحكومة العراقية تعمل من أجل تطهير كل الأراضي العراقية مما سماه الإرهاب بحلول هذا التاريخ. وأضاف الجعفري أنه ”كلما تصاعدت وتيرة الإرهاب في بلد تداعت واستجابت لها خلايا الإرهاب في بلدة ثانية”، مشيدا بدور الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على أهداف تنظيم الدولة في العراق وسوريا. واستعادت البشمركة الكردية والقوات العراقية مدعومة بمليشيات ”الحشد الشعبي”، مؤخرا، مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد، وبلدتي السعدية وجلولاء بديالى شمال شرقي بغداد من تنظيم الدولة، ويقول مسؤولون عسكريون إن خططا توضع لاستعادة تكريت والموصل بمحافظتي صلاح الدين ونينوى، وكذلك المدن والبلدات الخاضعة لتنظيم الدولة في محافظة الأنبار غربي البلاد..