اهتز سكان زموري، أول أمس في حدود الساعة العاشرة ليلا، على وقع تفجير انتحاري نفذه، حسب شهود عيان، شخص كان على متن شاحنة من نوع "تويوتا" من الحجم الصغير كانت معبأة بكميات كبيرة من البصل. ويضيف هؤلاء الشهود، الذين التقينا بهم في مكان الحادث، أن الانتحاري جاء من مدخل شاطئ زموري وكان يسير بسرعة لا تفوق 20 كلم في الساعة، لكن بعد اقترابه من مكان تواجد ثكنة خفر السواحل ومركزي التفتيش لرجال الحماية المدنية والدرك الوطني الذين وضعوا خصيصا لحماية المصطافين على بعد 300 متر انطلق كسرعة البرق مباشرة باتجاه النقاط الثلاث التي تتواجد فيها مختلف مصالح الأمن لتنفيذ عمليته الانتحارية ليتفطن بعدها رجال الدرك الذين كانوا في مركز التفتيش، حيث سارعوا صوب الشاحنة إلا أن النهاية، كما أضاف الشهود، كانت مأساوية بعدما دخلت عجلات سيارة الانتحاري داخل حفرة ولم يجد سبيلا للوصول إلى النقاط المستهدفة بعدما وجد أمامه أحد رجال الدرك الذي طلب منه التوقف، سوى تفجير نفسه أمام المدنيين المتوافدين على شاطئ زموري ليخرج بعد ذلك حراس الشواطئ من ثكنتهم ويقومون بإطلاق وابل من الرصاص باتجاه مكان الانفجار. جل قتلى الهجوم الإنتحاري مدنيين وحسب معلومات رسمية تحصلت عليها "الفجر" فإن حصيلة العملية الانتحارية مست مرة أخرى مدنيين أبرياء، حيت لقي 8 أشخاص حتفهم جراء الانفجار من بينهم شخصان كانا على متن سيارة من نوع "رونو ميغان" وإثنان آخران كانا على متن سيارة من نوع "بيجو 206" وشاب كان منهمكا في بيع السجائر على مستوى الرصيف وأربعة آخرين كانوا يسيرون على حافة الطريق متجهين إلى ميناء زموري على غرار باقي الأيام. كما أكدت نفس المصادر أن عنصرين فقط من عناصر الدرك الوطني تم إحصاؤهما ضمن الجرحى ال 19 الذين نقلوا إلى مستشفى الاستعجالات الطبية لبومرداس أين تلقوا الإسعافات اللازمة، فيما لايزال أربعة آخرون تحت العناية الصحية المركزة لخطورة إصاباتهم. وأكدت مصادر استشفائية أن الإصابات كانت نتيجة تطاير شظايا الزجاج من المباني المجاورة التي تضررت كليا أوجزئيا. كما تسبب الهجوم الانتحاري الذي سمع دويه على بعد 60 كلم في تضرر العديد من أجزاء مبنى ثكنة خفر السواحل ومركزي التفتيش التابعة لمصالح الحماية المدنية والدرك، إضافة إلى الشاليهات التي فتحت خصيصا لاستقبال المصطافين، حيث انتشر الحطام وبقايا الخشب والإسمنت على بعد 100 متر من مكان الحادث بسبب قوة الانفجار. تعزيزات أمنية مشددة والمصطافون يغادرون شاطئ زموري وأفادت مصادر أمنية ل "الفجر" أن حالة استنفار قصوى تسود التحقيقات الجارية حول التفجير الإرهابي نظرا لما خلفه من أضرار بشرية ومادية. كما شوهدت تعزيزات أمنية مشددة على مستوى إقليم ولاية بومرداس، خصوصا بمدخل بلدية زموري، التي كانت مسرحا للتفجير الإرهابي، حيث عمدت مختلف مصالح الأمن إلى وضع حواجز أمنية على بعد كل 500 متر. مباشرة بعد وقوع الحادث، غادر المكان كل المصطافين الذين جاؤوا إلى شاطئ زموري للاصطياف. كما قامت مصالح الأمن بإخلاء كل الشاليهات القريبة من مكان الحادث والتي تضررت بعضها من الانفجار ولم يبق في عين المكان سوى القاطنين به، حيث ظهرت على وجوههم علامات الحزن والحسرة بسبب هذه الانفجارات الدموية التي مازالت تحصد أرواح المدنيين.