الكل يترقب... والحياة السياسية في سكون وهدوء... فالسكون أحيانا لدى البعض من الأحزاب والمنظمات ما يسمى بالجماهيرية أدى بها إلى البطالة المقننة... والكل يترقب متى تعطى إشارة الانطلاقة... وذلك مؤشر على عدم الشفافية بقدر ما هو مؤشر على تكتيك أو دهاء سياسي... * فأصبحت الإشاعة المحرك الأساسي للحياة السياسية ؛ الكل يترقب؛ وكأن الهلال يسهل على الناس السياسيين بدلا من هلال رمضان ... على واقع التعديل الدستوري والعهدة الثالثة.. خلال الأسبوع... ثم تسريب إشاعة التعديل الحكومي، وبالتالي هل المقصود منها تسميم "إجازة" معاليهم أو... فهذه نماذج حية عن واقع الحياة السياسية التي تفتقد للحيوية وتفتقر لمرتكزات قيامها ومن خلال هذه الممارسات قد نتيقن بأن الديمقراطية لا تبنى بمادة في الدستور؛ أو مرسوم بقدر ما هي ثقافة متجذرة بين الأفراد... فالحياة الحزبية حياة تعيش على واقع الردود ومن خلال الريموة كنترول أو من خلال "المشيخات"، فكل رئيس ينتخب ذاهب ليعمر على أساس ملهم وموهب.. وإن المنصب هو الذي يتشرف به؛ ثم نلوم الآخرين عن الثوريت؛ وللعب بالعهد ووو... إلخ * * ومن المفارقات التي لاحظتها أثناء الإجازة أنه في السابق، الكل يهرول لإقامة الجامعات الصيفية؛ فأصبحت المعركة المعتمدة والتنافس بين الأحزاب؛ أما خلال الصائفة فإن الفتور؛ واللامبالاة، والجمود هم السمات الأساسية... فتشعر وكأن الجامعات قيامها ونشاطها مناسباتيا بقدر ما كان مدرسة للنضال والوطنية... بل البعض أصبح متخوفا منها.. نظرا للمخلفات السلبية للمؤتمرات التنظيمية؛ فالكل أصبح يتحاشى مواجهة القواعد...؟! * * فحتى الأحزاب التي كانت تعرف بتماسك بنائها التنظيمي والإيديولوجي هي في حالة تفكك؛ وقس على ذلك أحزاب أخرى... وتفسيري الوحيد هو عدم التوزيع العادل للريع والفوائد من جهة؛ ولمعان السلطة ودورانها أفقد صواب العديد من قادتنا السياسيين؛ فكل مناضل قد يفكر بها خفية ولا يقولها جهرة خوفا من فقدان تموقعه الحزبي ونتائجه السلبية على مردوده ومخططاته المستقبلية...؟! * * كما لاحظت اللامبالاة من طرف الأفراد للحياة السياسية والحزبية؛ وإرجاع ذلك لحرارة الصيف هو إجحاف للحقيقة؛ فأثناء هذه الفترة تم ترسيم العديد من الضرائب؛ واضرابات للأساتذة غير المتعاقدين؛ وكأن البعض يتقن عملية تسخين "البندير" للجبهة الاجتماعية أمام عجز وذهول طبقاتنا السياسية المحترمة... * * أمام سكوت كثرة التحليلات؛ ذهب البعض إلى تفسير الخرجات "الميدانية" للرئيس بأنها حملة قبل الأوان حتى واصل إلى سيناريوهات قريبة من علم الخيال وأفلامه وإنني ألوم جميع الأطراف في المعادلة بحكم عدم القدرة والقدوة في تجسيد الشفافية في الحقل والعمل السياسي، وإن كانت فهي ظرفية وانتقائية... أو ثقافة الواجهة للاستهلاك الخارجي والمحلي؛ مما يدفع بالبعض ليناور ويتحرك.. بوصلته، ليست الأفعال أو الأرقام "المفبركة التي حقنت بالمنشطات" بقدر ما يعتمد على الإشاعة، وقصاصات الصحف، ومن المصادر شبه الرسمية ؛ وكان كل حزب في مسلخة (باتوار) عبارة عن شاة معلقة؟!.... * * فانطباعتي... بعيدا عن كل "سياسوية"... أني لا أشعر بالحيوية بقدر ما أشعر "بالعجز" على كل المستويات، عجز في الأفكار.. عجز في التسيير.. عجز في أحزابنا... فحتى لما تتكلم مع الفرد قد يتكلم لك عن مشاكله اليومية وانتشار الرشوة والفساد أكثر مما يتكلم لك عن أحزابنا؛ بل أصبح يدخلهم في خانة من "لحيتو بخرلوا"، كما أنه في المقابل نلاحظ تفكك العائلات السياسية؛ مما يوحي إلى رسم خريطة سياسية تتغلب فيها البرغماتية والمصالح الذاتية أكثر من العنصر الفكري؛ أو الالتزام الحزبي والنضالي؛ فأغلب أحزابنا تزوجت عرفيا "مع أصحاب المال والنفوذ بعيدا عن التزاوج النضالي والقاعدي بحكم "الحكمة" و"البصيرة" و"الدراية" بتقلبات الخريطة السياسية والحزبية بالجزائر.. ولكن حسب قناعتي فأما "الزبد" ففقاقيع قد تعيش مرحلة ولكن تضعف حتى لا نكاد نراها بالعين المجردة مع مرور الزمن.. فلنقرء التاريخ ... ولنتّعض ونتدبر.. هذه بعض الانطباعات "الذاتية" وذلك لا يعني أنه ليس هناك ثمة نمو وتقدم في المجالات الأخرى... ولكن رصدنا "السلبيات" عسى ولعل...؟