اضطرت قوات الأمن البوسنية إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق حشد من المتظاهرين الصرب، الذين حاولوا مهاجمة القنصلية الأمريكية، احتجاجاً على اعتراف الولاياتالمتحدة باستقلال كوسوفو. وحاول المتظاهرون، الذين انفصلوا عن مظاهرة سلمية شارك فيها ما يزيد على عشرة آلاف من صرب البوسنة احتجاجاً على استقلال كوسوفو، التوجه إلى الشارع الذي تقع فيه القنصلية الأمريكية، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأغلقت الشارع بعشرات من المركبات المصفحة.ونقلت أسوشيتد برس أن المتظاهرين الغاضبين قاموا بمهاجمة عدد من المحال التجارية، وحطموا نوافذ العديد من المباني، كما رشقوا قوات الأمن، التي منعتهم من الوصول إلى مقر القنصلية الأمريكية، بالحجارة.وتأتي هذه التطورات بعد نحو خمسة أيام من قيام متظاهرين غاضبين بمهاجمة السفارة الأمريكية في العاصمة الصربية بلغراد، حيث قاموا بإشعال النيران بها، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل من بين المتظاهرين، كما امتد الهجوم ليشمل مبنى السفارة الكرواتية المجاور.وشهدت بلغراد مظاهرة حاشدة الخميس، شارك فيها ما يزيد على 150 ألف شخص، احتجاجاً على إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا من جانب واحد، بداية الأسبوع الجاري، وهو الإعلان الذي اعترفت به الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأخرى.وفي رد فعل فوري على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية اعتراف الولاياتالمتحدة بكوسوفو كدولة مستقلة عن صربيا، وعزمها إقامة علاقات دبلوماسية معها، قررت حكومة بلغراد سحب سفيرها من واشنطن.وجاءت هذه الخطوة، التي أعلنها وزير الخارجية الصربي، فوك جيرميتش الاثنين، بعد قليل من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، في بيان مكتوب، أن الولاياتالمتحدة تعترف بدولة كوسوفو، كأحدث دولة مستقلة في أوروبا.وكان البرلمان الكوسوفي قد عقد "جلسة تاريخية" الأحد 17 فبراير الجاري، أعلن خلالها موافقته على استقلال الإقليم بشكل تام عن صربيا، بعد قرابة عقد كامل من الخضوع لإدارة الأممالمتحدة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في منطقة البلقان، بعد "تفكيك" جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة.