أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال: عبد المالك درودكال كثف تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" من اعتداءاته الإرهابية التي تركزت بشكل لافت في منطقة الوسط التي تتواجد بها المعاقل الرئيسية للجماعة الإرهابية (مثلث: تيزي وزو - بومرداس - البويرة)، إلى جانب العاصمة. * قبل أن تمتد مؤخرا الى بعض ولايات الشرق، خاصة بولاية جيجل، ونفذت جميعها بواسطة متفجرات وقنابل تقليدية الصنع استهدفت قوات الأمن وخلفت ضحايا أغلبهم مدنيون. * وقال مراقبون إن تنظيم "درودكال" يحاول إبعاد الضغط عن منطقة الوسط المفروض عليه من طرف قوات الجيش التي قامت بتطويق تحركاته وتضييق الخناق عليه، ما جعل أتباعه في حالة لااستقرار والتنقل باستمرار من منطقة الى أخرى ونجحت مؤخرا في القضاء على 12 إرهابيا منهم قياديون في منطقة بني دوالة بتيزي وزو عندما كانوا بصدد الزحف الى منطقة آمنة من القصف والتمشيط. * الارهابي "درودكال"، برأي متتبعين للشأن الأمني، سعى الى تبني استراتيجية التصعيد في محاولة للتشويش على قوات الجيش وجهودها في عمليات التمشيط. * واستنادا الى شهادات تائبين واعترافات إرهابيين موقوفين، فإن الأمير الوطني للتنظيم قام بإيفاد حوالي 15 الى 20 عنصرا كانوا ينشطون في القيادة المركزية بمنطقة الوسط الى ولايات الشرق وبالضبط الى ولاية جيجل، على أن تتحرك في جماعات صغيرة بولايات سكيكدة، خنشلة، تبسة لتحويلها الى "مناطق ضربات" ولو بشكل مؤقت لفك الحصار عن المعاقل الرئيسية بالوسط، حيث كانت ولاية جيجل قد عرفت استقرارا على صعيد الوضع الأمني منذ مدة بعد سلسلة العمليات العسكرية التي أدت الى تطهير المنطقة قبل عودة الاعتداءات بشكل لافت. * وتشير تحليلات أمنية الى أن التصعيد الإرهابي الأخير "لا يعكس قوة التنظيم "على خلفية أن الاعتداءات الارتجالية التي نفذها مؤخرا كانت عبارة عن رد فعل ولم تحقق أهدافها، ويلفت متتبعون لمسار الجماعات المسلحة الانتباه إلى تكرار سيناريو "الجيا" واعتماد الجماعة السلفية نفس منهجها، حيث قامت "الجيا" في أواخر أيامها بتحويل جرائمها ضد المدنيين من خلال تنفيذ سلسلة من المجازر الجماعية، وتستهدف جماعة درودكال أيضا المدنيين في اعتداءاتها الأخيرة تحت غطاء التترس، كما يؤكد هؤلاء أن المعطيات تغيرت كثيرا ولم تعد الجماعات الإرهابية تتمتع بنفس القدرة على تحقيق ضربات عنيفة مثلما كانت عليه في سنوات التسعينيات، فولاية جيجل التي تشهد عودة الاعتداءات الإرهابية، تبقى آمنة نسبيا، على خلفية أن الاعتداءات تركزت في المناطق المعزولة وتمت بواسطة ألغام تقليدية وظلت عاصمة السياحة في شرق البلاد، ولم يتراجع عدد المصطافين، كما ظلت ولايات سطيف، قسنطينة، باتنة، عنابة آمنة ولم تسجل بها اعتداءات إرهابية، فيما سجل تحول بعض الإرهابيين النشطين الى الإجرام من خلال سلب الأموال في حواجز مزيفة، كما وقع بأولاد حبابة منتصف أوت الماضي.