أجهض سماسرة الشواطئ موسم الاصطياف في واحدة من أجمل الولايات الساحلية في الجزائر، ويتعلق الأمر بجوهرة الغرب الجزائري ومدينة الآثار الرومانية تيبازة، التي طالما صنفت من أكثر الولايات استقطابا للسياح والمصطافين، غير أن الأمر لم يعد كسابقه، حيث تعاني شواطئ تيبازة فوضى غير مسبوقة إذ فرض فيها "السماسرة" قانونهم على المصطافين وسط استقالة المسؤولين من دورهم الأساسي في تحسين وتهيئة الواجهة البحرية للزوار، حيث قتل الإهمال السياحة في هذه الولاية الساحلية الساحرة. فهل يعقل أن يفرض الشباب على المصطافين في أغلب شواطئ الولاية وفي مقدمتهم شاطئ "شنوة" وهو أكبر شاطئ في تيبازة مبلغ 200 دج لركن سيارتهم، وهل يعقل أن يفرض نفس الشباب على العائلات كراء "براسول" وكراس مقابل 600 دج، وهل يعقل أن يقوم ذات الشباب بتخريب المراحيض والمرشات لأن السلطات طالبت بمجانيتها، وما أثار استغرابنا هو محاصرة القمامة لشاطئ شنوة حيث باتت تنتشر على مد البصر وتحولت إلى ديكور يومي، فمن المسؤول عن هذا الوضع الكارثي الذي آل إليه واحد من أجمل الشواطئ في الجزائر والذي طالما اختاره السياح الأجانب قبل الجزائريين لتموقعه بين أحضان جبال "شنوة".
لماذا لم يكلف الأميار أعوان نظافة لتهيئة الشاطئ بشكل يومي، ولماذا لم توفر السلطات حاويات قمامة صغيرة لتمكين المصطافين من رمي مخلفاتهم فيها، وهل عجزت السلطات عن تكليف شباب بإدارة وتهيئة المراحيض والمرشات.. هي أمور لا تكلف الكثير غير أنها تساهم في تحسين صورة الشاطئ وتشجيع المصطافين على زيارته مرة أخرى، فهل يتحرك والي تيبازة لتحرير الشواطئ من قبضة ّالسماسرة" وإرغام الأميار على القيام بواجبهم إزاء زوار وضيوف ومواطني تيبازة..