صرح العديد من المختصين أن مادة الخبز في الجزائر أصبحت مصدر تهديد لصحة المواطنين وذلك لعدم احتوائه على المكونات الكاملة للخبز الغذائي حيث أن المادة الأساسية التي يصنع منها والمتمثلة في ''الفرينة'' التي يعتمد عليها حاليا كافة الخبازين تعتبر خالية من القشرة، فخلال عملية طحن القمح اللين يتم تصفية الفرينة من '' النخالة '' التي تعتبر جد غنية بالعناصر الأساسية وبالخصوص الفيتامينات لذلك يصبح الخبز المصنوع منها غذاء غير كامل. كما دعا المسؤول السابق للجنة الوطنية للخبازين في لقاء جمعهم بمقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بداية هذا الأسبوع من أجل التشاور لتحسين نشاط الخبازين، إلى ضرورة إعادة النظر في المكونات الأساسية التي يصنع منها الخبز في الجزائر، إضافة إلى تأطير عمل الخبازين في كنف اللجنة الوطنية للخبازين من اجل تطور جماعي للمهنة على المستوى الوطني، وكذا تحسين الظروف اللازمة للبيع من اجل تجنيب المستهلك من التعرض للأمراض الناجمة عن البكتيريا والجراثيم الناجمة عن عرض الخبز على قارعة الطريق وأحيانا حتى على مقربة من أماكن تواجد القاذورات. وأوضح معمر هنتور الرئيس السابق للجنة الوطنية للخبازين والأمين العام بالنيابة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين في تصريح له، انه من الضروري إعادة النظر في قانون 1996 من أجل وضع المعايير الأساسية لصنع الخبز المغذي، وكذا تقنين عملية صنعه بكل أصنافه حتى يتسنى متابعة المخالفين للقانون قضائيا، من أجل القضاء على البيع الفوضوي عبر الشوارع من قبل المضاربين والانتهازيين، مشيرا إلى أن ظروف عرض مادة الخبز في الشارع أصبحت جد مزرية خاصة في حالة وضع سلات الخبز أمام أبواب المحلات. ومن جهة أخرى كشف أكده رئيس اللجنة الولائية للخبازين بولاية الجزائر عامر عمر عن اعتزال أصحاب 300 مخبزة بالعاصمة من مجموع 1500 مخبزة نشاطهم منذ ,2003 نتيجة الظروف الصعبة المحيطة بالخبازين على وجه العموم، ومن ذلك مشكل الزيادة في أسعار المواد الغذائية سيما منها مادة ''الفرينة'' التي تباع بأغلب ولايات الوطن ب 2600 دج للقنطار الواحد، ناهيك عن أسعار الخدمات الأخرى التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى كالغاز والماء والكهرباء، بالإضافة إلى مشكل الضرائب المفروضة عليهم، حيث تكلفهم ضريبة تلويث البيئة سنويا مبلغ 9 آلاف دينار وصندوق الضمان الاجتماعي أزيد من مليوني سنتيم للخباز. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعد أول مستهلك للخبز في العالم، يصل معدل استهلاكها إلى 500 غرام يوميا، وبكمية تفوق 3 ملايين طن من القمح اللين، وتتوفر على حوالي 300 مطحنة عبر التراب الوطني لتلبية الطلب، فضلا عن وجود 13 ألف مخبزة.