تعليمات للتعامل بليونة مع التائبين وتسهيل نزول الإرهابيين نقلت العديد من عائلات الإرهابيين الذين لازالوا ينشطون في الجبال رغبتهم في تسليم أنفسهم، لكنها ربطت ترددهم بعدة مخاوف يتصدرها إيداعهم الحبس وعدم إسقاط المتابعات القضائية ضدهم وأيضا عدم التكفل بهم وتسوية وضعياتهم إضافة الى الملاحقات الأمنية بعد كل اعتداء إرهابي. * سألت "الشروق" عائلات تواصل اتصالاتها بأبنائها المتواجدين في الجبال لإقناعهم بتسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والعفو الشامل في حال إصداره، وأفادت مصادر من محيط هذه العائلات التي تنحدر من مختلف أحياء العاصمة وبومرداس وبعض الولايات شرق البلاد، خاصة قالمة وقسنطينة حسب معلومات متوفرة، أنها لمست رغبة كبيرة لدى أبنائها المسلحين لتسليم أنفسهم في أقرب الآجال، لكن تنتابهم مخاوف تأتي في مقدمتها مسألة إيداعهم الحبس بعد تسليم أنفسهم لمصالح الأمن ومحاكمتهم لاحقا وعدم إسقاط المتابعات القضائية، ونقلت عائلة إرهابي صدرت ضده عدة أحكام قضائية غيابيا من طرف مجلس قضاء بومرداس، أنه متردد كثيرا في النزول خوفا من إيداعه الحبس وتطبيق هذه الأحكام عليه "مما يعني أنه سيقضي حياته في السجن" حسب أحد أشقائه الذي قال أنه اتصل بمصالح الأمن وقدمت له ضمانات بمعالجة ملفه في حال تسليم نفسه "لكنه ظل متخوفا"، وسجلت عدة عائلات نفس المخاوف لدى أبنائها الذين تمكنت من الاتصال بهم وأبدوا استعدادهم للنزول، خاصة في ظل الحديث عن إصدار عفو شامل، أكد هؤلاء منهم قدماء في النشاط المسلح أنهم يريدون وقف العمل المسلح للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الذي يستثني المتورطين في التفجيرات في الأماكن العمومية والاغتصاب من العفو قبل توريطهم من طرف قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". * وكانت العديد من العائلات، خاصة في منطقة الوسط قد كثفت من اتصالاتها في الأيام الأخيرة على خلفية العمليات العسكرية المكثفة بمعاقل الإرهاب، وقالت والدة ارهابي مبحوث عنه ينحدر من عين الحمراء بولاية بومرداس طلبت منا التحفظ على هويته لعدم عرقلة نزوله أو تصفيته "الإتصالات أصبحت محدودة وحذرة، كان شقيقه قد اتصل به وسجل استعداده لتسليم نفسه، هو لا يتنقل كثيرا وننتظر فراره في أقرب الآجال، لكن نخشى القضاء عليه في هذه العمليات العسكرية". * ونفت عائلات ارهابيين بالأخضرية، أن يكون أبناؤها الراغبون في تسليم أنفسهم قد اشترطوا مبالغ مالية مقابل النزول، وأوضحت ل"الشروق"، أن بعض الإرهابيين، خاصة من القدماء طلبوا من السلطات توفير مأوى لهم بعد فقدان ممتلكاتهم وأيضا إعانات مالية للاندماج مجددا في المجتمع، خاصة وأن مستفيدين سابقين من ميثاق السلم والمصالحة يواجهون صعوبات في تسوية وضعياتهم التي لاتزال عالقة. * وتكشف المطالب التي حددها هؤلاء الإرهابيين، أنهم يريدون التكفل بهم اجتماعيا عند نزولهم من الجبال على خلفية أن العديد منهم قادهم الفقر والتهميش الى طريق الجبل بحسب ارهابي سلم نفسه قبل أيام بمدينة بغلية ببومرداس. * وأفاد مصدر أمني مسؤول ل"الشروق"، أنه تم توجيه تعليمات صارمة لجميع أفراد الأمن لاعتماد الليونة وحسن معاملة كل ارهابي يسلم نفسه وتسهيل عمليات ذلك بالتنسيق مع العائلات التي تتصل بمصالح الأمن لإبلاغها برغبة أبنائها في النزول، واستفاد العديد من الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم في السنتين الأخيرتين من الإفراج المؤقت والتحقوا بعائلاتهم، واستفاد الموقوفون من أحكام تخفيفية بالبراءة والحبس موقوف التنفيذ أبرزهم المتهمون في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مقر قصر الحكومة والأمن الحضري بباب الزوار ومحاولة تفجير مسكن العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني في 11 أفريل 2007، حيث أصدرت محكمة الجنايات أحكاما تتراوح بين 3 سنوات موقوفة النفاذ وعام حبسا نافذا ضد المتهمين الأربعة المتابعين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل الوطن وتمويلها وتموينها.