عاش قاطنو السكنات الفوضوية بمنطقة السانيا بوهران، الخميس، حالة من التوتر والخوف، بسبب إقدام مجموعة من الشباب على محاولة الإستيلاء على قطعة أرض ذات مساحة صغيرة تقع بالقرب من مسكن هجره أصحابه لفترة، حيث تحوّل ذلك إلى شجار عنيف بين السّكان المجاورين لقطعة الأرض، تمّ فيه استعمال السيوف والخناجر من قبل هؤلاء في معركة دامية، لحسن الحظ لم يتم فيها تسجيل خسائر بشرية نتيجة تدخل أشخاص لفك الشجار، ويذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي يقع فيها مثل هذا التصرّف، حيث يستغّل هؤلاء، المكان لممارسة الرذيلة وبيع المخدّرات علنا. أعرب العديد من سكّان الحيّ الفوضوي ل"الشروق" عن غضبهم واستيائهم الشديدين، حيال الوضعية المزرية التي يتقاسمونها منذ أكثر من 20 سنة، دون تحرّك السلطات المحلية التي تعدهم بالترحيل في كلّ مرّة، إلاّ أنّ ما يلاحظونه هو مجرّد كلام ليس إلاّ. وأضاف هؤلاء أنّهم لازالوا ينتظرون حقّهم من عملية الترحيل، في ظلّ عدم استفادة حيّهم من أيّ ترحيل لحدّ كتابة هذه الأسطر، خاصّة بعد التصريحات الأخيرة للجهات المسؤولة وتعهدها بالقضاء على البنايات الفوضوية، التي انتشرت مؤخرا بالولاية وشوّهت المنظر العام للمدينة. هذا ما جعلهم يتوقعون انتشالهم من الدائرة التي يعيشون فيها والتي تزداد ضيقا يوما بعد يوم. كما صرّح آخرون أنّهم يتطلعون لتحقيق حلمهم في الالتحاق بسكنات اجتماعية لائقة بعد سنوات من الانتظار، بعد ما باشرت الدولة مخططها في القضاء على البيوت القصديرية والبناءات الفوضوية في العديد من مناطق الباهية في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، ما أدى إلى ظهور مختلف الأمراض والآفات الاجتماعية التي زادت من معاناتها. وفي ذات السياق، وجّهت العائلات المقيمة بالحيّ السالف الذكر نداء استغاثة عاجل للسلطات المعنية، خاصّة والي الولاية، قصد التدخل لانتشالهم من مرارة البؤس والحرمان نتيجة الظروف القاسية التي أصبحت حسبهم لا تحتمل ولا تطاق، خاصة في موسم الشتاء والتي قلبت حياتهم إلى جحيم بسبب سياسة التماطل والتجاهل المنتهجة ضدّهم. كما أنّ أغلبية المتحدثين تساءلوا عن سبب تأجيل ترحيلهم وإقصائهم من عدّة عمليات ترحيل قامت بها الولاية مؤخرا. ويبقى الحيّ الفوضوي هذا مجرّد عيّنة لمعاناة بقية الأحياء الفوضوية والقصديرية الموزعة عبر أحياء الولاية.