المحامي المصري: منتصر الزيات نفى محامي الجماعات الإسلامية بمصر الدكتور منتصر الزيات، أن تكون "الجماعة الإسلامية" بمصر تنوي الاتصال بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، لتوضّح لها الأخطاء التي وقعت فيها، على خلفية التفجيرات التي تبناها التنظيم الإرهابي مؤخرا. * * عناصر تنظيم "درودكال" يدسون رأسهم في الرمال * * وكانت الجماعة الإسلامية قد أصدرت بيانا نشرته الصحافة الوطنية الاثنين، استنكرت فيه الاعتداءات التي استهدفت المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر، والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى، ووصفت منفذ الهجمات بال"الخسيس والجبان"، كما أطلقت على العملية نعت "الانتحارية" في الوقت الذي كانت تصفها في سنين سابقة ب"الاستشهادية". * وقال الزيات، في اتصال هاتفي "بالشروق" مساء أمس، إن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تُواصل "دس رأسها في الرمال"، ومازالت تركب رأسها ولا تستجيب لعلماء الأمة الذين دعوها للعودة إلى الإسلام الصحيح الذي ينبذ العنف، ويدعو الشباب في كل مكان إلى إعمال العقل والاستفادة من تجارب من كان لهم سبق في العمل المسلح ضد الأنظمة العربية، والتي "رجعت" إلى نبذ العنف بعد عدة مناقشات جمعتهم بعلماء الأزهر، وبعض العلماء من أقطار إسلامية أخرى. * ويعتبر ملاحظون تطور فكر الحركات الإسلامية في الوطن العربي، "الجماعة الإسلامية" المصرية، الأم التي ولدت حركات تعتمد على العنف في التغيير السياسي، ويرى مراقبون أن الجماعات المتطرفة إنما تنهل من فكرها الأول الذي كانت تتبناه وتدعو إليه منذ سبعينيات القرن الماضي، والذي رجعت عنه واعتبرته منهجا خطأ، وأضحت تدعو إلى نقيضه. * وحول ما الذي تغير في "الجماعة الإسلامية" لتُصدر بيانا بتلك اللهجة الشديدة، على تنظيم يتبنى فكرها السابق، قال الزيات إن ذلك جاء "ثمرة مراجعات طويلة لمنظري الجماعة الإسلامية بمصر بعد ما تبين لها خطأ الطريق الذي اتخذته فيما سبق"، وقالت الجماعة في بيانها: "ما أحوجنا أن نبني عملا منظما جادا مخلصا لإعادة المنهج الإسلامي السمح الوسطي المعتدل إلى الواقع، وأن نبثه من جديد في حياة الناس من خلال تطبيقنا له تطبيقا عمليا واقعيا". * وفي سؤال حول توقيت إصدار البيان، أكد الدكتور منتصر أن "الجماعة الإسلامية" لم تتأخر عن أي حدث في الجزائر، بل و"أصدرت بيانات ودراسات تخص منطقة شمال إفريقيا ردت من خلالها على الشبهات التي تغشّي فكر هؤلاء"، مشددا على أن الجماعة "لا تملك إلا أن تنصح"، و"لن نتصل أو ننسق بأي واحدة منها مادامت خارج التراب المصري". * وحول الدافع الذي حذا "بالجماعة الإسلامية" أن تصدر مثل هكذا بيان، قال المحامي المصري إن الجماعة تشعر بمسؤوليتها تجاه الأمة، وهي لا تعدو أن تقوم بدورها المنوط بها، داعيا الإرهابيين إلى "العدول عن فعل مثل هذه العمليات الإجرامية"، و"لكن يبدو أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال يضرب بكل ذلك عرض الحائط، ولا يريد الاستماع لرأي يخالف قادته ومنظريه".