تتكفل المؤسسة العمومية للنقل الحضري بولاية إيليزي، بعملية نقل تلاميذ المدارس. وهذا بموجب اتفاقيات تربط البلديات مع المؤسسة التي تعتبر نظريا مداخيل النقل المدرسي أهم مداخيل المؤسسة، في ظل ضعف المداخيل المتأتية من نقل المواطنين العاديين، إلا أن مصاعب كبيرة يواجهها المسؤولون عن المؤسسة في تحصيل مستحقات العملية من البلديات، وتقدر في المتوسط ب 6 ملايين دينار لكل بلدية عن كل موسم دراسي. حيث أبدى أميار الولاية ما يشبه عدم الاكتراث للعملية، رغم ما يمكن أن يسببه عدم تسوية تلك الديون الخاصة بالمؤسسة من تداعيات على التوازنات المالية لها، إذ يتطلب التكفل اليومي بنقل التلاميذ على مستوى بلديات إيليزي وعين أمناس وجانت التي توجد فيها المؤسسة، إلى حد الآن، إنفاقا يوميا على حافلات المؤسسة من جوانب عديدة، منها الوقود، ومصاريف الصيانة الدورية والطارئة، وقبل ذلك أجور العمال، حيث تبقى الأغلفة المالية الممنوحة من الوزارة، أو من ميزانية الولاية في شبه إعانات، أهم المصادر المالية التي يمكن أن تسمح للمؤسسة بالحفاظ على توازنها المالي إلى حد الآن. ورغم التأخر والبطء الذي تتعامل به البلديات في تسوية العمليات المالية مع المؤسسة، تصنف بعض البلديات أفضل من الأخرى، حيث تعتبر بلدية عين أمناس أحسن في هذا الجانب لأسباب مرتبطة بمداخيل البلدية التي تصنف ضمن البلديات الغنية للولاية. وفي هذا الصدد، كان المسؤول الأول للولاية قد أمر منذ أيام رؤساء بلديات الولاية بضرورة التعامل بإيجابية مع الالتزامات المالية التي على عاتقها مع المؤسسة، ويعتبر النقل المدرسي في الأصل من مهام البلديات، غير أن هذه الأخيرة على ما يبدو استغلت فرصة وجود ناقل عمومي بديلا عنها للتنصل من مسؤولياتها حيال نقل تلاميذ المدارس، خاصة بالنسبة إلى الطور الابتدائي من دون الاكتراث لما قد ينجم عن هذا الأسلوب في التسيير.