لم تدم الفرحة في موكب عرس، أقيم أمس الأول، في بريكة بولاية باتنة، أكثر من نصف ساعة، حتى تحولت إلى مأساة بسبب انفجار إحدى سيارات الموكب، بمادة البارود وأصيب ركابها الخمسة بحروق من بينهم شقيقان إصاباتهما خطيرة. واستنادا إلى مصادر محلية، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة السادسة مساء في حي النصر 1، عندما كان الموكب في طريق العودة إلى بيت العريس، حيث تم المجيء بالعروس من منزلها لتزف إلى بيتها الجديد، وبينما الأغاني والزغاريد تتعالى والناس منشغلون بأخذ صور تذكارية للموكب، حتى سمع دوي انفجار عنيف هز سيارة من نوع "هاربين" في مؤخرة الموكب، تقل 5 أشخاص من "أصحاب البارود" فتوقفت جميع السيارات عن السير وجرى الناس لإنقاذ من بداخلها، وتحولت الأغاني والزغاريد إلى صراخ وهلع كبير. وقد استطاع السائق ومن بجواره الهروب بعدما أصابتهما شظايا، كما تمكن أحد الركاب الثلاثة المتبقين في الخلف من النجاة رغم إصابته بحروق كذلك غير أنها طفيفة، فيما لم يجد شقيقان حيلة يسلمان بها، أحدهما يدعى "معمر. ر"، 35 سنة، والآخر "إسماعيل. ر"، 26 سنة، حيث كانا في قلب الانفجار، فكانت وضعيتهما صعبة للخروج وأصيبا بحروق خطيرة، الأول في كامل أنحاء جسمه وأخطرها في النصف العلوي بما في ذلك الوجه والصدر، والثاني في النصف السفلي من الجسم مما استدعى نقلهما إلى مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف ببريكة، حيث شهدت حالة غليان كبير بعدما اكتظت بجموع المواطنين الذين جاؤوا للاطمئنان على صحتهما. واضطرت الشرطة إلى إخلاء المصلحة من أجل فسح المجال للطاقم الطبي للقيام بعمله، قبل تحويلهما إلى مصلحة الحروق بمستشفى باتنة. أما عن الأسباب، فقد روى شهود عيان أن أحد الركاب الثلاثة في المقاعد الخلفية أطلق البارود من بندقيته، لكنه غمسها مباشرة في إناء يحتوي على هذه المادة المتفجرة، فحدثت الكارثة، حيث أصيب الركاب واحترقت السيارة، كما أن وقعها كان كبيرا بسبب نوع السيارة فهي ذات المقاعد مما صعب خروج المصابين. وأكد مصدر أمني أن سبب الحادث هو انفجار البارود بالسيارة، مضيفا أن التحقيقات مستمرة للوقوف على الحيثيات الدقيقة.