تخلّت أفراح ومواكب الإعراس التي تقام بولاية خنشلة عن العادات والتقاليد التي كانت تتميز بها والمتمثلة في احترام الجار القريب والبعيد وعدم استعمال الموسيقى والأغاني الصاخبة، وخاصة بعد منتصف الليل أو إلغاء وتأجيل العرس في حال تزامن مع مصاب جلل كحالة وفاة لدى أحد الأقارب أو الجيران وغيرها كما تتجنّب هذه المواكب الإفراط في استعمال البارود مراعاة واحتراما للمحيط الاجتماعي. لكن كل هذه الأفعال تخلى عنها المواطن الخنشلي وأصبح يؤذي جاره دون أن يكثرت لمراعاة مشاعره وأحاسيسه، حيث أضحى يشكّل خطرا على حياته بالاستعمال العشوائي للبارود والفوضى في سير الموكب. المشي على الأقدام أمام سيارات الموكب أصبحت مواكب الأعراس بولاية خنشلة تشكّل خطرا على المواطنين، حيث يقوم المشاركون في الموكب بالسير على الأقدام أمام السيارات، باستعمال الخيول والأسلحة النارية عن طريق إطلاق البارود بشكل مكثف وفي كل الاتجاهات، كما أنها أصبحت تشكّل خطرا على الجميع، حيث أصيب في الأيام الأخيرة شخصان بعيارات نارية خلفت جروح خطيرة على مختلف أنحاء الجسم لرجل وطفل لم يتجاوز الخامسة من عمره، وهو الأمر الذي أدى بالمواطنين إلى تجنّب مواكب الأعراس والعيش في خوف كلما مرت من أمامهم إحدى هذه المواكب. فوضوى عارمة وإغلاق للطريق تقوم سيارات الموكب بغلق كامل الشارع أو الطريق التي تمر منه والسير في فوضى والتوقف وغلق الطرق لمدة أمام الجميع وحتى للسيارات والمركبات القادمة في الاتجاه المعاكس، ورغم تدخل رجال الشرطة لفسح المجال أمام المارة والسيارات القادمة من الجهات الأخرى وخاصة عند مفترق الطرق التي يصعب على الجميع تنظيمها، حيث لا يحترمون قانون المرور والذي يتسبب في بعض الأحيان في مناوشات وملاسنات بين المشاركين في موكب العرس وبين المواطنين. السرعة والتجاوزات الخطيرة تحوّل بهجة المواكب إلى أتراح سجلت في العديد من مواكب الأعراس بداية الصيف الحالي أو خلال الصائفة الماضية حوادث مرور بين السيارات المشاركة في مواكب الأفراح مخلّفة ضحايا وإصابات خطيرة في وسط المشاركين، وفي بعض الأحيان بين أفراد أهل العريس والعروس، خاصة منها المواكب التي تتنقل لمسافات بعيدة بين البلديات، كما وقعت السنة الماضية وفاة والد العريس وشقيقه واثنان من أصدقائه، حين وقع الحادث قبل وصول الموكب لمنزل أهل العروس، ما اضطروا إلى إلغاء حفل الزفاف. فوضى مواكب الأعراس تثير تذمر الجميع ولمعرفة آراء بعض المواطنين من التصرفات التي يقوم بها بعض الشباب في مواكب الأعراس، ارتأت “الفجر” الحديث مع بعض سكان المنطقة الذين أعربوا عن تذمرهم واستيائهم إزاء هذه الفوضى التي أصبحت تشمل جميع الطرق الرئيسية في المدينة على غرار مفترق الطريق المتواجد وسط المدينة، وبالضبط عند مقهى حقاص، ومقر الجزائرية للطيران، ومقر القرض الشعبي الجزائري، ما أدى إلى غلق الطريق في الاتجاهات الأربعة، لأكثر من ساعة من الزمن، رغم تدخل أعوان شرطة المرور لتنظيم الحركة، حيث رفض الكل احترام القانون والسماح لأي موكب بالسير حتى فسح الطريق للآخرين للمرور، حيث كان الجميع يستعمل الطلقات النارية وبشكل مكثف. بعدها قمنا باستطلاع وتسجيل آراء بعض الحاضرين بالمقهى، ليعبّر البعض عن رفضهم الشديد لهاته التصرفات التي قال عنها نبيل حقاص، وشخاب صالح، والياس بوغديري “إن مواكب الأعراس أصبحت خطرا على المواطنين والكل ينتابه الخوف عند مرورها، بسبب الاستعمال العشوائي والمفرط للبارود أو المشي على الأقدام أمام السيارات، وإطلاق صيحات وغلق الطريق أمام القادمين في الاتجاه المعاكس، بالإضافة إلى الاعتداء بالسب والشتم لمن يعترض الموكب وغيرها من التصرفات الطائشة”. مواطنون يطالبون بتطبيق القانون والحد من استعمال البارود وفي هذا الإطار، طالب بعض مواطنو خنشلة من السلطات العليا وخاصة الأمنية بتطبيق القانون بعدم استعمال الأسلحة النارية وإطلاق البارود الذي أصبح يشكّل خطرا على حياتهم بسبب الاستعمال المفرط والمكثف والعشوائي ليلا ونهارا دون ترخيص، مشددين شرطة المرور فرض القانون على سيارات مواكب الأعراس، بالسير بانتظام في الطريق واحترام الجميع لغاية نهاية السير والعودة إلى منزل أهل العريس.