أكد الفنان التونسي سفيان الزايدي، في الندوة الصحفية التي نشطها بنزل النوفوتيل بقسنطينة، بمعية الفنان محمد بن ثابت ضرباني في إطار المهرجان الدولي للمالوف، أن هناك اختلافا نسبيا بين فن المالوف في تونس وقسنطينة، في بعض الطبوع والمقامات والإيقاعات، وهناك نقاط تشابه أيضا يضيف في بعض الأنماط والطبوع الموسيقية في المدرستين، وهناك اختلاف حتى في "العود"، أما عن الأشعار والقصائد فهي نفسها "القصيد القديم"، المتواجد في شمال إفريقيا ككل. وذكر الفنان أن الانتقال الشفوي للنص، ساهم في ترسيخ المالوف من جهة، وجعله ينتقل من زمن لزمن، ومن جيل إلى جيل، ومن جهة أخرى أرجع إشكالية تغير النص لذات السبب. وفيما يخص التكوين الأكاديمي، قال الفنان إنه ليس في متناول الجميع حاليا بالرغم من وجود مؤسسات مختصة، وهذا ليس عيبا، ناصحا الفنانين به حتى يمثلوا بلدهم في المهرجانات الدولية أحسن صورة. ولم يفوت الفنان التونسي الفرصة ليتأسف على مشروع الجوق المغاربي الذي لم ينطلق منذ عهد وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، وكان في إطار توأمة ثقافية بين تونس والجزائر، مبديا أسفه الكبير لذلك، وهو يضيف يحتوي على نوبة واحدة وهي نوبة الزيدان، لكن يبقى أملنا كبير أن يرى النور قريبا وسيكون الاستثمار فيه على حسابنا الخاص. وبخصوص غياب العنصر النسوي الانفرادي بتونس الذي يؤدي طابع المالوف، أرجع الفنان زايدي ذلك لأسباب تاريخية ودينية، بحكم أن مالوف الجد يهتم بالشق الديني أكثر من الشق الهزلي. وفيما يخص الجيل الجديد من الشباب، فأكد أن ثقافته الفنية أصبحت محدودة والعولمة أثرت علينا، نشتكي من التبعية المشرقية، ونحتاج إلى التسويق الحسن للفنان. أما عن الموسيقى العربية، فأوضح أن هناك هيمنة كبيرة عليها، مانحا مثالا على البرامج العربية، كبرنامج "عرب أيدول"، "ستار أكاديمي"، حيث تتعمد هذه البرامج إقصاء الطبوع المغاربية وتفرض طبوعا أخرى، مرجعا ذلك إلى عدم تمكنها من طبوعنا، أو لمرجعية سياسية، بدليل يقول أنني شاركت فيها ثم رُفضت، لأنني أغني. أما الفنان محمد بن ثابت ضرباني، فدق ناقوس الخطر فيما يخص إشكالية لازالت مطروحة لحد الآن، وهي التدوين الموسيقي في تراث المالوف.