تألق المطرب التونسي سفيان الزايدي أمس في السهرة الثانية للمهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة، بوصلات جميلة، أمتعت ذائقة الجمهور التواق لهذه الموسيقى التراثية العريقة. الفنان الشاب الذي فرض اسمه بقائمة نجوم المالوف في تونس، أبهر الحضور بالباقة النغمية التي انتقاها لجمهور قسنطينة في أول مشاركة له في مهرجان ثقافي دولي لموسيقى المالوف بالجزائر، حيث استهل الفقرة الاستهلالية للسهرة الثانية من الطبعة التاسعة للتظاهرة ببشراف سماعي كبير، أبدع عناصر فرقته الثمانية في رسم أنغامه، تلاه بوصلات من طبع رمل ماية تخللها بطايحي»اصفرت شمس العشية» تبعه ببرول «كتمت المحبة سنين»ف»اللوز انشر بنوده» أوصله ببرول ثالث»يا زهرة الأنس» و ختمه ب»الله يفعل ما يشاء»، لينتقل إلى طبوع أخرى سلبت قلوب عشاق الموشح، متجولا بالأسماع بين الأصبعين أو ما يعرف محليا بطبع الزيدان، بقصيد»قاضي العشق» الذي تخلله استخبار رائع على الكمان، أدخل الحضور في جو تأملي استمر للحظات على إيقاع المربع التونسي، امتزج فيها سحر نغمة القانون و الناي و العود. المطرب عبّر في منتصف فقرته الفنية الممتعة عن فخره بالمشاركة في مهرجان دولي لموسيقى المالوف لما له من مكانة و دور في الحفاظ على هذا الموروث الفني الأصيل الذي اعتبر من واجب الجيل الجديد الاعتراف به و المساهمة في حفظه للأجيال القادمة. و لم يبرح الزايدي الركح دون تزيين طبقه بنغم خفيف، فضل انتقاءه من طبع المزموم بوصلة تفاعل معها و رددّها الكثيرون و الموسومة»متى يا كرام الحي عيني تراكم»تبعها بطقطوقات منها «غناية جديدة» و «ألف يا سلطاني». السهرة الفنية تواصلت مع الفنان القسنطيني محمد بن ثابت ضرباني الذي قدّم مقتطفات من نوبة رصد الديل، بدأها بمصدر أول «لا زال دهرك سعيد» ثم مصدر ثاني «كيف لا أميل» فاستخبار موصول ببطايحي أول «باكر ليلة»و بطايحي ثاني «الورد يفتح في الخدود»ثم درج ثقيل «بسهم الجفون» و درج خفيف «قد ضرني الهوى» تبعه بانصرافين و ختمه بخلاص أول «الزهر في الروض قد تبسم» و خلاص ثاني «يا لحظ الغزيل». الفنان محمد الشريف ناصري الحائز على الجائزة الأولى بالمهرجان الوطني للمالوف أمتع هو الآخر الجمهور بمجموعة من المقتطفات من نوبة سايكة.