أعلن النائب العام في باريس الاثنين أن المحققين حددوا هوية انتحاريين اثنين آخرين في الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الفرنسية الجمعة الماضية، وأن أحدهما يحمل جواز سفر سوري عليه ختم من الأمن العام في اليونان في اكتوبر. وتابع النائب العام المكلف بالتحقيق فرنسوا مولانس في بيان ان الانتحاري الثاني يدعي سامي عميمور، وهو فرنسي في ال28 وُلد في الضاحية الباريسية، وكان معروفاً لدى أجهزة مكافحة الارهاب منذ عام 2012، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية منذ عام 2013. إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس الاثنين من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولا أوروبية اخرى، معلنا عن اكثر من 150 عملية دهم نفذت على الأراضي الفرنسية واستهدفت الأوساط الاسلامية منذ الجمعة الماضية. وفي ليون (وسط شرق) تم ضبط اسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف حسب مصدر مطّلع على التحقيق، كما اعتقل خمسة اشخاص. وقال فالس متحدثا لإذاعة "ار تي ال": "سنعيش لوقت طويل في ظل هذا التهديد.. وعلينا ان نستعد له"، مشيرا إلى ان اعتداءات جديدة قد تستهدف فرنسا او دولا اوروبية اخرى "في الأيام المقبلة او الأسابيع المقبلة". وقال فالس "نعلم ان هناك عمليات كان يجري ومازال يجري تدبيرُها، ليس ضد فرنسا فحسب، بل كذلك ضد دول اوروبية اخرى"، في وقت تحاول فرنسا العودة إلى حياة طبيعية بعد الذهول والصدمة اللذين سيطرا عليها في نهاية الأسبوع الماضي. واكد فالس أن هذه الاعتداءات "نظمت ودبرت وخطط لها من سوريا"، مبررا بذلك الغارات المكثفة التي شنتها مقاتلات فرنسية الأحد على الرقة، معقل تنظيم "داعش" في شمال سوريا. وقال "هذه الحرب ضد داعش يجب ان تجري أولا في سوريا والعراق، هناك ايضا ما يجري في ليبيا، إذ ان داعش متمركزة وتتمركز هناك، لذلك أقول ان هذه الحرب ستكون حربا طويلة وصعبة". ودعا رئيس الوزراء أخيرا الفرنسيين إلى "أقصى التيقظ"، وقال "أدعو الجميع إلى ضبط النفس وتوخي الحيطة والحذر. أجل، ان سلوك كل شخص سيتبدل في مواجهة هذا الخطر الارهابي". واضاف مشددا "ان هذا العمل الحربي، هذه الحرب الجديدة، لأنها بالطبع ليست حربا تقليدية في فرنسا، ترغمنا على لزوم موقف، نظرة، تعبئة… على توخي أقصى التيقظ وضبط النفس والهدوء". وقال "لا يمكن لداعش ان تنتصر في هذه الحرب علينا، لكن هذه المنظمة الارهابية تسعى إلى إضعافنا، إلى تفريقنا… إلى جعل الفرنسيين ينقسمون بعضهم على البعض الآخر"، معتبرا انه "من الضروري اكثر من اي وقت مضى الحفاظ على وحدتنا".