تعرف الصيدليات هذه الأيام حالة طوارئ بسبب ندرة واختفاء الشامبو المضاد للقمل، بسبب التهافت الكبير عليه من طرف الأولياء، خاصة بعد تأكيد جمعيات أولياء التلاميذ وحتى الأطباء أن القمل تحوّل إلى وباء ومشكل صحة عمومية استشرى في الأوساط المدرسية، ما أجبر أولياء التلاميذ على اقتنائه باستمرار مع أن ثمنه مرتفع نوعا ما ولا يتناسب مع ميزانيات العائلات الفقيرة أو التي تملك أكثر من طفل متمدرس. يواجه أولياء التلاميذ أزمة حقيقية في العثور على "ماري غوز" الشامبو المخصص لمكافحة القمل، حيث يجبر الأولياء على التنقل لعدة صيدليات وبالأخص الكائنة في الأحياء الشعبية للعثور عليه نظرا لأن معظمها توقفت عن بيعه. فالمرض النادر عاد بقوة خلال الثلاث سنوات الأخيرة في الأوساط المدرسية. "الشروق" نزلت إلى الصيدليات بحثا عن الدواء المعالج للقمل وبعد أن زرنا أغلب الصيدليات في العاصمة لم نعثر عن طلبنا فالبعض تحجج بانتهائه، وجدنا ضالتنا في صيدلية بالمقرية حيث يباع بألف دينار للقارورة الواحدة وهو مبلغ مرتفع جدا خاصة وأنه غير قابل للتعويض، والغريب أن ذات الصيدلية لا يتوافر بها أي منتج بديل سواء كان محليا أم أجنبيا. تحكي لنا والدة أربعة أطفال تقيم بالمحمدية، أن سعر الشامبو مرتفع جدا وهي تجبر على اقتناء قارورة كل يومين حتى تتمكن من غسل شعر أبنائها، أي 4 آلاف دينار كل يومين يتطلب ميزانية، خاصة وأن زوجها حارس في مؤسسة خاصة ومرتبه الشهري لا يسمح له بذلك، مطالبة وزارتي التربية والصحة لإيجاد حلّ لهذا الوباء الذي أكل رؤوس التلاميذ في جميع المدارس الابتدائية. خياطي: يجب تخصيص صندوق في المدارس لمساعدة المعوزين أما رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور خياطي، فكشف بأن الدواء "روز ماري" كان من الأدوية المنخفضة السعر، أما حاليا فإنتاجه أصبح قليلا لأن استخدامه قل أيضا لكن سعره ارتفع، مضيفا أن القمل انتشر لكثرة الأوساخ فعلى أطباء المدارس فحص الأطفال دوريا وأسبوعيا وتطبيق خطة وقائية بإجبار التلاميذ على غسل اليدين يوميا بمجرد دخولهم للمؤسسة، وأردف خياطي أنه من الضروري تخصيص صندوق للمدارس أو صندوق صحي حتى يتسنى للأطفال المعوزين اقتناءه، وأكد البروفيسور خياطي أن الوباء ليس منحصرا في الأحياء الشعبية ولدى العائلات المعوزة فقد استقبل في مصلحته حالات لأطفال مصابين ينتمون للطبقة الراقية مؤكدا أن الدواء توجد علامة وحيدة هي الأشهر والتي أثبتت نجاعتها وغير مضرة بالعينين.
بن زينة: على الجمعيات المساعدة في التصدي للوباء من ناحية أخرى، حمل رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، بن زينة علي، وحدات الكشف والمتابعة التابعة لوزارة الصحة والتي لا تقوم بدورها، مسؤولية انتشار هذا الوباء، حيث دعا المتحدث وزارة الصحة لمراقبة عملها كما وجه بن زينة دعوة للجمعيات لضرورة مساعدة التلاميذ الفقراء والعائلات كثيرة العدد التي يدرس العديد من أبنائها. فعليها مساعدة المحتاجين خاصة وأن هذه الظاهرة تتكرر كل سنة، كما على الأولياء مراقبة رؤوس أبنائهم وفحصهم باستمرار. "القمل" يعود للانتشار وسط تلاميذ المدارس بسيدي بلعباس أكد مصدر طبي ل"الشروق"، أن عملية الفحص التي يخضع لها تلاميذ مختلف المدارس الابتدائية بولاية سيدي بلعباس، كشف عن عودة انتشار القمل في أوساط التلاميذ، ما أصبح ينذر بوضع كارثي ويدق ناقوس الخطر لدى الجهات المسؤولة على فرض النظافة واتخاذ الإجراءات الوقائية بالمؤسسات التربوية. واستنادا لمصادرنا، فإن حشرة القمل التي تتغذى من دم رأس المصاب، تعرف انتشارا واسعا وسط الأشخاص، وعادة ما يكون سبب ظهورها عدم توفر شروط النظافة، وكانت مثل هذه الإصابات ينحصر تسجيلها بالمناطق النائية للولاية، إلا أن ظهور الإصابة بها وسط تلاميذ المدارس الابتدائية بعاصمة الولاية، طرح عديد التساؤلات، حول سبب انتشاره ومصدر تكاثره، إلى جانب التساؤل عن انعدام شروط النظافة وعدم اكتراث الجهات المسؤولة بالوضع، وينصح الأطباء في مثل هذه الحالات، بضرورة عزل الأشخاص الذين تأكد حملهم لهذه الحشرة عن باقي زملائهم، للحد من انتقال العدوى، لاسيما وأنه يكفي احتكاك بسيط لانتقال الحشرة من تلميذ لآخر، فضلا عن توفير الأدوية والمستلزمات اللازمة للقضاء على الحشرة، إلى جانب مراجعة شروط النظافة داخل المؤسسات التربوية وبمحيطها. وبينما تبقى الجهات المسؤولة على توفير تدابير النظافة بالمؤسسات التربوية، مطالبة بالتدخل السريع للحد من انتقال العدوى، رشحت بعض المصادر أن يكون سبب ظهور القمل مجددا بعد عقود من اختفائه، الفقر المدقع وانعدام إمكانيات النظافة وسط سكان المناطق النائية، كما يعود للاحتكاك بالأفارقة الذين يجولون بمختلف شوارع المدينة، وخاصة بالقرب من المؤسسات التربوية، وهي فرضية تتطلب إخضاع هؤلاء للمعاينة الطبية والتأكد من عدم حملهم لمثل هذه الحشرة السريعة التكاثر، وأمراض أخرى قد يكون لها ضررا على المحتكين بهم.