استقبل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" قرار المصادقة على قانون المالية 2016 بطريقة ساخرة وهزلية، فالقانون الذي لم تخب توقعاتهم بالمصادقة عليه من قبل ممثليهم في قبة البرلمان، والذين كانوا هللوا للقانون الجديد الذي سيزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا، ليجد المواطنون في العالم الافتراضي فرصة للتعبير بطريقتهم الخاصة على السنوات العجاف والأيام السوداء التي بانتظارهم، وقد بدأت مؤشراتها تظهر منذ صيف 2014. وفي هذا الإطار تداول الفايسبوكيون على نطاق واسع صورا لخريطة بعض الدول الإفريقية وتبرز فيها خريطة الجزائر وعليها عبارة "تقشفستان"، وهي التسمية التي فضلوا أن يطلقوها عليها، نظرا لكثرة ترديد عبارة "التقشف" من قبل المسؤولين في السلطة فلا يفوّتون فرصة الظهور في وسائل الإعلام أو التحدث إلى المواطنين إلا ودعوهم للتقشف، فيما اتخذ آخرون من بعض الأغاني المعروفة والمشهورة كأغنية كاظم الساهر "زيديني عشقا" طريقة لإبلاغ رسالتهم والتعبير عما ينتظرهم، حيث نشروا صورة عليها كلمات الأغنية بعد أن أحدثوا عليها تغييرات كبيرة لتحاكي الواقع الجزائري المنتظر في 2016 فالغلاء الذي يمس جميع الأسعار بدون استثناء ورفع الدعم عن المواد الأساسية ضاعف مخاوفهم، ليعود التغني ب "الحرقة" من جديد ويشغل تفكير الشباب الذين يحلمون بقطع البحر المتوسط والوصول للضفة الأخرى أو حتى الهروب للصين، لتصبح كلمات قصيدة نزار قباني جزائرية مائة بالمائة "زيدي في الزيت وفي اللحم، زيدي في لتر الزيت.. زيدي في الماء وفي الضوء وفي الحليب ودانوني.. زيديني قهرا يا حكومتي إن البحر يناديني سأحرق في أقرب باخرة إلى السويد أو الصين ". أما البعض الآخر ففضل أن يحول أغنية موطني للتعبير عن استيائهم الكبير من زيادة الأسعار التي تستهدف فئة الفقراء والزاوالية، فقد رددوا في كلمات الأغنية "موطني موطني.. المياه والدواء الكهرباء والغذاء في غلاء في غلاء.. الصغير والكبير الزوالي والفقير في استياء في استياء، ولم تنضب قريحة شباب الفايسبوك، حيث تنوعت إبداعاتهم وتفجرت بين الصور الساخرة والتعليقات على الواقع المضحك المبكي الذي يعيشونه والأيام السوداء القادمة.