لم تضع حرب كلمة ”فقاقير” أوزارها رغم مضي أشهر على إطلاقها من قِبل الوزير الأول عبد المالك سلال، وتحوّلت إلى أشبه بنقاش وصراع وطني، قفز من صفحات الفايسبوك إلى الفنانين، حيث صدرت إلى حد الساعة أزيد من خمس أغاني أشبه ”بالكلاش” والحرب بين الفنانين، فمتى ينطفئ نجم هذه الكلمة؟ تزايد عدد المنشورات والتقارير الإخبارية حول المصطلح الذي شاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقعي ”الفايسبوك” و«اليوتيوب” الذين ضمّا مئات المنشورات والفيديوهات حول مصطلح ”الفقاقير” الذي أطلقه الوزير الأول عبد المالك سلال من ولاية أدرار. ونتيجة لجهل الكثيرين بمعنى هذا المصطلح، الذي يعني بشكل أول جمع ”فڤارة” وهو نظام سقي لدى المناطق الجنوبية، فهم الجزائريون بأنّ الوزير الأول يقصد بكلامه جمع ”فقير”، وبدل أن يقول ”فقراء” قال ”فقاقير”، وفي الحقيقة سلال كان يقصد جمع ”فقارة” الذي ينطق ويكتب ”فقاقير”. وهو ما قام بكتابة كلماته وتلحينه وغنائه مطرب صحراوي وبثه على اليوتيوب وتحمل الأغنية كلمات تقول ”الفقاقير ليس الفقارة بل جمع فقارة”. وتداول الجزائريون المصطلح بشكل واسع وغير متوقع، كما أضاف الكثيرون مصطلحات أخرى على وزن ”فعاليل” مثل خضاضير الذي يقصدون به المنتخب الوطني ”الخضر”، ودماميع جمع دموع، وهداديف جمع هدف، وغيرها من المصطلحات التي شاعت خلال الأيام الأخيرة عبر الفايسبوك بشكل كبير. وقال مطرب الراب الشهير لطفي دوبل كانون، في آخر أغانيه، بأن الوزير الأول، عبد المالك سلال، جنى على نفسه بتصريحاته المثيرة للسخرية، ووضع نفسه تحت مِجهر شباب يترصدون ”خرجاته” اللغوية الغريبة على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض فتح صفحة على ”فايسبوك” بعنوان ”سلاليات” ترصد كل ”زلاته” وهو ما جعله يغني ”قولو للحكومة” وردّ عليه صديقه عزو ووبخه. خرجات وسلاليات وقد بدأ الاهتمام بتصريحات سلال منذ عقد ندوة صحفية في جانفي الفارط، ليجيب عن أسئلة الصحفيين بخصوص أحداث الهجوم الإرهابي على قاعدة تيڤنتورين بعين أمناس. فخلال حديثه عن الأسلحة المتطورة التي عثرت عليها قوات الجيش في أعقاب العملية، قال سلال ”السلاح الذي عثرنا عليه جدّ مرتفع” ويقصد ”عثرنا على كميات متطورة من الأسلحة”. وكانت آخر غرائب سلال اكتشافه جمْعا جديدا لكلمة ”فقير” أثرى بها قاموس اللغة العربية، على حدّ تعبير بعض الساخرين، حيث قال لدى زيارته الأخيرة إلى أدرار وتمنراست ”إن عدد الفقاقير في ارتفاع بالصحراء”، لكن العارفين بخلفيات تصريح سلال يؤكدون أنه لم يكن يقصد الفقراء، ولكن حديثه كان عن آلية تقليدية تستعمل في الصحراء لسقي النخيل، ومفردها ”فڤارة”. وفاق عدد الصور والإبداع الفايسبوكي بالنسبة لكلمة ”فقاقير” كل التوقعات، حيث بلغ في مجلها أزيد من مائة صورة، جعلت من الوزير الأول المثير للجدل إلى حدّ هذه الساعة، ومن كان يتوقع بأن تصل كلمة ”فقاقير” إلى كل أنحاء العالم، وتصير شعارا وشعلة لكل الهجمات الفايسبوكية على حكومة سلال.